ألقت شرطة هونغ كونغ القبض على 45 من المحتجين المطالبين بالديموقراطية في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، واستخدمت رذاذ الفلفل ضد أولئك الذين قاوموها أثناء قيامها بإعادة فتح طريق رئيسية في المركز المالي الآسيوي أغلقها المحتجون بكتل خرسانية. وهذه هي أشد عملية للشرطة ضد المحتجين - وغالبيتهم طلاب - في أكثر من أسبوع. وجاءت بعد أن تدفق المتظاهرون إلى نفق في طريق من أربع حارات في وقت متأخر يوم الثلثاء مُوقفين حركة المرور ومرددين هتافات تطالب بحق الاقتراع العام في المدينة التي تسيطر عليها الصين. وأجبر مئات من أفراد الشرطة الحشود على التراجع، واستخدموا رذاذ الفلفل ضد أولئك الذين رفضوا التحرك. وقالت وسائل إعلام محلية إن الشرطة ألقت القبض على 45 من المحتجين خلال الليل. وأظهرت لقطات بثتها محطة تلفزيونية محلية أفراداً من الشرطة وهم يضربون أحد المحتجين ويركلون لبضع دقائق. ولم يتسنَّ على الفور الاتصال بالشرطة للحصول على تعقيب. وبحلول فجر الأربعاء غادر معظم أفراد الشرطة المنطقة. من جهة أخرى، أعلن وزير الأمن في هونغ كونغ أنه تم تعليق مهام شرطيين يشتبه في أنهم ارتكبوا أعمال عنف بحق متظاهر بعد بث شريط فيديو يظهرهم يتعرضون بالضرب لرجل ممدد على الأرض. والصور التي بثها التلفزيون المحلي "تي في بي" يبدو أنها صورت ليل الثلثاء الأربعاء خلال صدامات بين الشرطيين والمتظاهرين. وتظهر الصور ستة شرطيين باللباس المدني يقومون بجر متظاهر أوثقت يداه في زاوية متنزه قريب من مقر السلطة في حي أدميرالتي، أحد المواضع التي احتلها المطالبون بالديموقراطية منذ أكثر من أسبوعين. ويُرغم الرجل على التمدد على الأرض ويقوم عنصر شرطة بضربه فيما يقوم ثلاثة شرطيين آخرين بركله. ووفق التلفزيون، فإن الاعتداء استمر أربع دقائق. وقال لاي تونغ - كووك للصحافة إن "الشرطة قلقة من هذا الحادث وستفتح تحقيقاً مستقلاً"، مضيفاً "تم تعليق مهام الشرطيين الضالعين في هذا الحادث في الوقت الراهن". وقال الحزب المدني، وهو من الحركات المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ، إن الرجل الذي تعرض للضرب هو كين تسانغ أحد عناصر الحزب. وقالت كلاوديا مو النائب عن هذه المنظمة إن "الفريق القانوني للحزب المدني يدير الوضع". وقال الزعيم الطالبي جوشوا وونغ إن المتظاهرين فقدوا كل الثقة بالشرطة. وأردف: "كان يجب أن تقوم الشرطة بمواكبة المتظاهر إلى سيارة الشرطة وليس اقتياده إلى مكان بعيد وضربه وركله على مدى أربع دقائق". ويطالب المحتجون بنظام ديموقراطي كامل للمستعمرة البريطانية السابقة في أعقاب قيود وضعتها الصين على الانتخابات المقبلة في المدينة التي ستجرى في 2017. ويطالبون أيضاً رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ بالتنحي. لكن حملتهم - وهي الآن في أسبوعها الثالث - أحدثت فوضى مرورية وانحسر التأييد العام عنها. وتحكم بكينهونغ كونغ بمقتضى صيغة "بلد واحد ونظامان" التي تمنح المدينة مقداراً أكبر من الحكم الذاتي والحرية لا يتمتع به أقرانهم في البر الرئيسي للصين مع حق الاقتراع العام كهدف نهائي.