أظهر تقرير أعدته لجنة السياحة والفنادق في «غرفة مكة»، أن فنادق مكة خلال شهر رمضان الماضي لم تشهد إشغالاً يمكن وصفه بالإشغال الكلي، وهو ما يجعل عدد الغرف في تلك الفنادق غير قادرة على استيعاب المعتمرين القادمين، سواءً من الداخل، أو من الخارج الذين بلغ عددهم بحسب بيانات وزارة الحج نحو ستة ملايين معتمر. وأشار التقرير إلى أن نسبة الإشغال العامة للفنادق وصلت إلى 99 في المئة، لافتاً إلى أن النسبة لم تكن ثابتة طوال موسم رمضان، ولكنها كانت متفاوتة، وبلغت ذروة تلك النسبة في العشر الأواخر من شهر رمضان. وقال رئيس لجنة السياحة والفنادق في «غرفة مكة» وليد بن صالح أبو سبعة: «مناطق العزيزية والمعابدة والجميزة والحفائر شهدت نسب إشغال مرتفعة، ولكن ليست مشابهة لإشغال الفنادق في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي، إذ إن نسبة إشغال الفنادق في تلك المناطق كانت الغالبية منها للأفراد القادمين من داخل السعودية أو من الدول المجاورة كدول مجلس التعاون الخليجي، بينما ركزت الشركات والمجموعات السياحية ثقلها في استئجار الفنادق في المنطقة المركزية». وأضاف في تصريحات أمس: «من الممكن أن تنشئ خلال السنوات الخمس المقبلة مناطق رديفة للمنطقة المركزية أو قد تكون مناطق مركزية للمسجد الحرام، للمشاريع التنموية التي تحدث باستمرار في المنطقة المركزية الحالية، وما تبع ذلك من إزالات كثيرة للدور السكنية سواء للفنادق أو المباني المسكونة من أهلها، وبالتالي لا بد من إيجاد مناطق بديلة، وقد تكون أقرب تلك المناطق منطقة العزيزية وكذلك منطقة الششة». وأشار أبو سبعة إلى أنه «متى ما كانت مخارج المنطقة ومداخلها سهلة للوصول إلى المسجد الحرام كانت هي المطلب الرئيسي للشركات والمجموعات السياحية، وبالتالي ستشهد تلك المناطق حراكاً في عملية التأجير، ولا سيما في مواسم الذروة كموسمي الحج والعمرة». وفي ما يتعلق بحجوزات الفنادق في مكة وهل هناك تفاوت بين نسب الحجوزات الفردية والحجوزات المجدولة من الشركات قال أبو سبعة: «الحجوزات المجدولة والمسبقة هي الأكثر طلباً، إذ بلغت نسبتها في الفنادق المجاورة للمنطقة المركزية للمسجد الحرام أكثر من 85 في المئة». وذكر رئيس لجنة الفنادق في «غرفة مكة» ، أن نسبة الإشغال انخفضت وبشكل كبير بعد انقضاء موسم رمضان، وبلغ حجم الانخفاض حالياً أكثر من 80 في المئة تقريباً، مشيراً إلى أن ما لوحظ من وجود نوع من الازدحام في المسجد الحرام في الأيام التي أعقبت شهر رمضان يعود إلى عدم وجود حجوزات طيران للمعتمرين أو الزوار الذين كانوا موجودين في مكة خلال الشهر. واعتبر أبو سبعة أن نسبة الانخفاض في حجوزات إشغال الفنادق والتي تصل إلى 30 في المئة في الوقت الحالي طبيعية، وقال: «هذا أمر متوقع من المستثمرين في قطاع الفنادق، بل إنهم يعدون هذه الفترة استراحة المحارب قبل خوض غمار موسم الحج الذي تكون الفنادق في مكة مشغولة بكامل طاقتها الاستيعابية». وحول تباين الأسعار بين حجز الأفراد وحجوزات الشركات والمجموعات السياحية قال أبو سبعة: «من الطبيعي أن يكون هناك تباين كبير، فالفنادق دائماً ما تفضل حجز المجموعات التي تكون لفترات طويلة، وهذا التوجه يشعر مستثمري الفنادق بالأمان على رغم أن السعر يكون منخفضاً وبشكل ملحوظ عنه بالنسبة للحجز الفرد، ولكن الاستمرارية في إشغال الفنادق مطلب كبير لدى مستثمري هذا القطاع». وبشأن التوصية بتحديد أدوار المباني المحيطة بالمسجد الحرام في المنطقة المركزية، قال أبو سبعة: «هذا التوجه جيد من ناحية السلامة، وقد يكون هذا التوجه مضراً للمستثمرين في قطاع الفنادق».