تبدو الكاتبة الشابة مريم حلوبي في مجموعتها القصصية «ثقب في القلب» (الدار العربية للعلوم ناشرون) كمن يرسم لوحة تعجّ فيها الألوان والأصوات والوجوه. إنّها ترسم من خلال قصصها القصيرة عالماً شبه سوريالي تتداعى فيه الحروف والكلمات بنشيج أقرب إلى النثر منه إلى الفنّ القصصي. تضمّ المجموعة عشر قصص قصيرة هي: «قبر من ماء»، «ثقب في القلب»، «اقتليني»، «قبعة قشّ»، «وفاء رجل»، «السمّ»، «نقطة على السطر»، «قرار»، «مكتبة مليئة بالذكريات»، «حديث العيون». وفي القصّة التي اختارتها المؤلفة عنواناً لمجموعتها «ثقب في القلب» تغوص القاصة في داخل كلّ أم تخسر طفلها، أو بمعنى آخر جزءاً من قلبها. هذه القصّة لا تعرض موضوع الموت في شكل جوهري بقدر ما تهتمّ بمعاناة الفقدان وقسوة الفراق الذي يُبقي الذكريات حيّة في القلوب حتى تزيد من وجعها. على رغم الحزن والأنين والمرارة التي يعكسها هذا النصّ، إلاّ أنّه يتميّز بجمالية تشدّ القارئ من خلال اللغة الشاعرية والصور الجميلة التي اختارتها حلوبي.