أعلن الجيش الإسرائيلي أمس إسقاط طائرة استطلاع من دون طيار فوق البحر المتوسط، واتهم نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون «حزب الله» بإرسالها. وفيما قال دانون إن «هذه محاولة جديدة من الحزب لإرسال طائرة من دون طيار الى الأراضي الإسرائيلية»، فإن الطائرة اخترقت اجواء البحر المتوسط قبالة الشواطئ الإسرائيلية، وكذلك أجواء تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة برئاسة الرئيس تمام سلام، كما اخترقت كل ذلك السجال الدائر في لبنان حول مشاركة «حزب الله» في القتال الدائر في سورية بعد ردود الفعل الواسعة عليه. وليلاً أصدر «حزب الله» بيانا نفى فيه «أن يكون قد أرسل أي طائرة بلا طيار باتجاه أجواء فلسطينالمحتلة». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان: «ننظر بجدية شديدة الى هذه المحاولة لانتهاك حدودنا. سنواصل عمل ما هو ضروري للدفاع عن أمن مواطني إسرائيل». واوضح الجيش الإسرائيلي انه رصد هذه الطائرة في سماء لبنان، واعترضتها طائرة «اف – 16» على مسافة نحو خمسة أميال بحرية من مدينة حيفا الإسرائيلية. وذكر أن البحرية الإسرائيلية تبحث عن الحطام في البحر. وهذه المرة الثانية التي يتم فيها اعتراض طائرة بلا طيار من لبنان في المجال الجوي الإسرائيلي في الشهور السبعة الماضية. اذ انه، في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، أسقط صاروخ إسرائيلي طائرة بلا طيار ارسلها «حزب الله» بعد أن حلّقت نحو 55 كيلومتراً فوق جنوب إسرائيل. وذكرت وكالات انباء أن مروحية عسكرية كان نتانياهو على متنها اضطرت الى الهبوط في منطقة بشمال إسرائيل، فترة قصيرة، الى حين إسقاط الطائرة من دون طيار. وقال نتانياهو إن «دولة إسرائيل ستستعد بالشكل المناسب لمعالجة أي تهديد سواء كان من سورية أو لبنان، ومن البحر والجو والبر». وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي إنه «تم إحباط اختراق طائرة من دون طيار للمجال الجوي الإسرائيلي بعد الظهر»، مؤكداً أن الطائرة كانت تحلّق على بعد 7 اميال عن شاطئ مدينة حيفا، عندما اسقطتها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية. وأضاف أدرعي أن الطائرة كانت تحلّق «من جهة الشمال باتجاه الجنوب، ولا يمكننا القول من أي جهة أتت، وما إذا كان حزب الله أو إيران قد أرسلها». وتابع أن الجيش الإسرائيلي «راقب الطائرة من دون طيار لفترة، وبعد أن تم التأكد من أنها ليست تابعة لسلاح الجو (الإسرائيلي)، وإنما هي طائرة تابعة لجهة غير صديقة، أمر قائد سلاح الجو (أمير إيشل) بإسقاطها». وعلّق السفير البريطاني في بيروت توم فليتشر على «تويتر» على موضوع إسقاط الطائرة بالقول إن إسقاطها يأتي بعدما واجه «حزب الله» انتقادات لدعمه الأسد. وفيما علم أن رادارات قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب (يونيفيل) لم تلتقط الطائرة أثناء تحليقها، تساءلت مصادر لبنانية متعددة إذا كان «حزب الله» سيعلن مسؤوليته عن إرسال الطائرة أو لا. وتزامن تحليق الطائرة في أجواء المتوسط مع هبوط الطائرة التي أقلت نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الى بيروت في زيارة رسمية يقابل خلالها كبار المسؤولين والقادة السياسيين. وقال بوغدانوف فور وصوله إنه سيتناول في محادثاته المستجدات السورية، مؤكداً أن وضع المنطقة معقد. وشدد على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان. أما على صعيد المشاورات لتأليف الحكومة اللبنانية والتي يقوم بها الرئيس المكلف تمام سلام، فقد تواصلت أمس وتستمر اليوم حيث يفترض أن يجري سلام تقويماً أولياً لنتائجها. وشددت مصادر سلام على أنه يطرح مع الفرقاء ضرورة تشكيل حكومة تتراوح الأعداد فيها بين 14 و24 وزيراً مع تفضيل الصيغة الثانية على أن تضم غير مرشحين للانتخابات وغير الملتزمين حزبياً. وذكرت مصادر مطلعة أن فريق «8 آذار» ما زال يصر على الحصول على الثلث الضامن (المعطل) في الحكومة، وأن قادته رفضوا الصيغ التي توزع المقاعد والتي تعطيه أقل من 9 وزراء، والتي جرى تداولها في الأيام الماضية، فيما يرفض سلام إعطاء الثلث المعطل، وكذلك فريق «14 آذار». وذكرت المصادر المطلعة نفسها أن آخر صيغة طرحها فريق «8 آذار» أن يحصل هو وقوى «14 آذار» على الثلث زائداً واحداً أي 9 وزراء لكل من الفريقين على أن تحصل الكتلة الوسطية المشكلة من رئيس الجمهورية ميشال سلمان وسلام وجنبلاط على 6 وزراء، إلا أن هذه الصيغة لم تلق تجاوباً من 14 آذار ولا من فرقاء الكتلة الوسطية. كما أن العماد ميشال عون طلب، بحسب المصادر، استثناء وزارتي الطاقة والاتصالات من المداورة في توزيع الحقائب بحيث تبقى هاتان الوزارتان في يد تكتله النيابي. وأشارت المصادر الى أن «حزب الله» لم يعط موافقته على تمثيل الفرقاء بغير الحزبيين، ما يعقد عملية التأليف.