أكد متخصصان في الأوراق المالية أن الاكتتاب في 500 مليون سهم من أسهم البنك الأهلي الذي سينطلق يوم الأحد المقبل سيتم تغطيته بشكل كامل، مشيرين إلى أن تغطية الاكتتاب مرة واحدة يحتاج إلى توفير 13.5 بليون ريال لتغطيه الاكتتاب لمرة واحدة. وطالبا في حديثهما ل«الحياة» بإنشاء مرجعية دينية موحدة للمصارف الإسلامية، بهدف الحد من الآراء والفتاوى الفردية التي تصدر بين الحين والآخر حول شرعية المصرفية الإسلامية، والتي تسبب في كثير من الأحيان احتقاناً وجدلاً لدى الرأي العام. واعتبرا أن وجود مرجعية شرعية واحدة توحد جميع المعايير للتعاملات الإسلامية سينظم التعاملات المصرفية وعمليات التداول للبنوك داخل سوق الأسهم السعودية. وقال رئيس لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة محمد النفيعي، إن الاكتتاب في 500 مليون سهم من أسهم البنك الأهلي مخصص منها 300 مليون سهم للأفراد بسعر 45 ريالاً للسهم ومن دون حد أقصى يتوقف على المدخرات والسيولة المتاحة، والتي تحتاج إلى توفير مبلغ 13.5 بليون ريال من الأفراد لتغطية الاكتتاب مرة واحدة. وتوقع أن يتم تغطية الاكتتاب بمرتين أو ثلاث مرات، واستدرك بالقول: «هنالك عدد من النقاط التي يعتمد عليها لتغطية الاكتتاب مرات عدة، أولها الجدل القائم حول شرعية البنك، وهذا له بعد إعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن هناك العديد من المصارف التي تنطبق عليها معايير مشابهه للبنك الأهلي ومدرجة في السوق ويوجد كثافة في تداولها، وفي الغالب يتم التعامل مع الأسهم وفق مظلة شرعية، بحيث تكون التعاملات متوافقة مع أحكام الشريعة». وأضاف: «النقطة الثانية التي لابد من أخذها في الاعتبار هو أن القطاع المصرفي على رغم الجدل حول شرعيته يتمتع بمحفز استثماري لدى العديد من المستثمرين، على رغم امتناع البعض الآخر عن التداول فيه». ورأى النفيعي أن السيولة المتاحة في المملكة أكبر كثيراً مما يتصور العديد من المتداولين نظراً للركود النسبي للقطاع البديل وهو القطاع العقاري، هذه السيولة تترقب عادة الفرص الآمنة للدخول. وزاد: «توجد شريحة من كبار المستثمرين تستهدف الاستثمار في البنك نظراً لطرحه بسعر أقل من متوسط القطاع، ما يعطى ثقة كبيرة في العائد المتوقع لديهم في الاستثمار، وهذا يعطي مؤشراً إيجابياً للاكتتاب في الأسهم المطروحة»، مشيراً إلى أن الاكتتاب مقتصر على الأفراد في 300 مليون سهم ما يضع علامات حول قدرة بعض الشركات أو المؤسسات الاعتبارية على الدخول عبر أفراد، وهذا الأمر لا يمكن حسمه إلا من خلال الاكتتاب نفسه. وأوضح أن هنالك احتمالاً لتمويل المصارف لاكتتاب الأفراد من خلال الإقراض، وهذا سيساعد كبار المستثمرين على الدخول بمبالغ كبيرة، معرباً عن ثقته بتغطية مرتين أو ثلاث مرات. من جهته، رأى عضو لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة تركي فدعق، أنه سيتم تغطية الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي بالكامل، وقال: «نظراً لأن حجم الأسهم المطروحة للاكتتاب كبير جداً فهدا يجعل عملية التوقعات لتغطيته أكثر من مرة صعب في الوقت الراهن، والمتوقع أن تتم تغطيته بالكامل لمرة واحدة». ونوّه بأن اجتماع اللجنة الشرعية للبنك الأهلي غداً الخميس سيكون الحاسم في الجدل الحادث حول شرعية الاكتتاب في أسهم البنك. وزاد: «المترددون في الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي ينتظرون نتائج اجتماع اللجنة الشرعية بالبنك، وبناء على النتائج التي ستصدر من هذه اللجنة سيتحدد الأقبال على الاكتتاب في البنك». وطالب في الوقت ذاته بإنشاء مرجعية شرعية موحدة تحت جهة رسمية تكون هي المخولة بوضع المعاير المصارفية الإسلامية، معتبراً أن وجود هذه المرجعية الموحدة سيسهم في الحد من انتشار الآراء والفتاوى الفردية التي تصدر بين الحين والآخر وتسبب جدلاً وسط الرأي العام، ما يؤثر سلباً في عمليات الاكتتاب والتعاملات داخل السوق المالية وكذلك المصارف التي تقدم خدمت مصارفية إسلامية. المواطنون منقسمون حول الاكتتاب في حين ينطلق الاكتتاب في 25 في المئة من أسهم البنك الأهلي التجاري يوم الأحد المقبل ظهر تباين في وجهات نظر المواطنين حول الاكتتاب فيه. وتقول غدير كردي إنها قاطعت التعاملات في سوق الأسهم السعودية بسبب الخسائر التي لحقت بها خلال الأعوام الماضية والتي كانت كفيله بعدم التفكير مجدداً لخوض تجربة الاكتتاب في الأسهم التي تطرح في السوق المالية بين الحين والآخر. وقالت ل«الحياة»: «جربت لخمس مرات متتالية الدخول في الاكتتابات التي تطرحها الشركات المدرجة في سوق الأسهم، ولكن تجربتي كانت قاسية، لاسيما وأننى لم أجرب طعم الربح في المرات الخمس السابقة». وأشارت إلى أن الخوف هو الذي يمنعها من تكرار تجربة الاكتتاب هذه المرة، وأضافت: «لا أتوقع أن أدخل في اكتتاب البنك الأهلي ولا أي اكتتاب آخر سيتم طرحه في ما بعد، إذ لا أفكر في الاستثمار في سوق الأسهم مجدداً». وكردي ليست الوحيدة من المستثمرين الصغار الذين لديهم تجارب سيئة وخسائر في سوق الأسهم، فسمير عبدالحميد لن يجازف بالاكتتاب على حد تعبيره. وقال ل«الحياة»: «تجربتي في سوق الأسهم طويلة وامتدت على مدى 8 أعوام تكبدت خلالها العديد من الخسائر، إضافة إلى تجميد أسهم لي في السوق من التدوال، وهذا يجعلني متخوف من تكرار تجربة الاستثمار في سوق الأسهم». وزاد: «السوق تعاني من خلل وليست لها قاعدة واضحة في الاستثمار، وهذا يجعلني مقاطعاً لجميع التعاملات داخل السوق بما فيها الاكتتاب». وخالفهما الرأي خالد الصالح الذي يستعد للاكتتاب في أسهم البنك الأهلي، وقال ل«الحياة»: «استثمر بين الحين والآخر في سوق الأسهم، وفي الغالب سيتم استثماري بناء على قوه الشركة التي استثمر فيها واشتري أسهمها». ووصف البنك الأهلي بأنه قوى ويعتمد على المصرفية الإسلامية في تعاملاته.