يترقب متداولو سوق الأسهم السعودية ما ستسفر عنه نتائج الأسبوع الأول من اكتتاب البنك الأهلي التجاري لتحديد القيم التي ينوون الاكتتاب بها، بعد أن شهدت الأيام الأولى للاكتتاب إقبالاً ضعيفاً وصفه مختصون بأنه «ترقب» وليس ضعف إقبال. وكان المستشاران الماليان مديرا اكتتاب البنك الأهلي التجاري، جي أي بي كابيتال واتش إس بي سي العربية السعودية، أعلنا أنه تمت تغطية الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي المطروحة للاكتتاب بما نسبته 6.1 في المئة من اكتتاب الأفراد بنهاية اليوم الثاني، وبلغ عدد المكتتبين 166 ألف مكتتب، فيما بلغت الأموال المحصلة 824 مليون ريال. وقال الاقتصادي والمحلل المالي محمد العمران ل«الحياة»، إن أسهم البنك تعدّ فرصة استثمارية ذهبية، ولن تتكرر في القريب العاجل، ومن هذا المنطلق لن يقوم الكثير من المتداولين بالاكتتاب في الأيام الأولى، خصوصاً مع فترة الاكتتاب الطويلة والتي تمتد لأسبوعين، ويأتي هذا التريث لدرس القدر الأقصى المتوقع لنصيب كل فرد بعد الاكتتاب. واعتبر أن الأيام الأولى ليست مقياساً للإقبال على الاكتتاب، وإنما الأيام الثلاثة الأخيرة والمتوقع أن تشهد تغطية كبيرة جداً، مضيفاً: «أي فرد مستثمر يملك سيولة سينتظر لحين وضوح الرؤية في الأيام الأخيرة». وحول تأثر السوق جرّاء سحب الأفراد لأموالهم للاكتتاب في البنك الأهلي، قال العمران: «حدث هذا ولكن ليس بصورة كبيرة، ما سيتأثر هو الحسابات البنكية المتخمة بالودائع لدى المصارف والتي ستشهد نشاطاً خلال الأيام المقبلة، والاكتتاب ستتم تغطيته بكل سهولة من الأفراد». وقال العمران إن القطاع المصرفي سيستفيد بعد إدراج أسهم البنك الأهلي من تسليط الضوء على أسهم القطاع عموماً وتحرك أسهم المصارف الأخرى بنشاط أكبر، خصوصاً مع مكررات الربحية الجيدة للقطاع والبالغة 13 مرة. وأشار إلى أن السوق ككل ستستمر في التذبذب الحاد صعوداً وهبوطاً، ولم يكن طرح البنك الأهلي ذا تأثير كبير، لافتاً إلى استمرار التذبذب مع استمرار المؤثرات الخارجية السياسية والاقتصادية، مؤكداً أن أي تفاصيل مقبلة عن موعد فتح السوق للمستثمرين الأجانب ستكون إيجابية على السوق. وعن السعر العادل لأسهم البنك بعد الإدراج، توقع العمران أن تكون عند مستويات بين 60 و70 ريالاً، مبيناً أن التوقعات السابقة التي توقعت وصول سهم البنك إلى 90 ريالاً مبالغ بها، وكانت قبل هبوط السوق دون حاجز 10 آلاف نقطة. واتفق محلل الأسواق خالد الجوهر مع الآراء التي توقعت السعر العادل للسهم حول 60 ريالاً، مؤكداً أن السهم سيحقق قفزات جيدة ولكن ليس بمستويات الشركات الصغيرة التي طرحت أسهمها بالفترة الأخيرة، مضيفاً: «القفزة السعرية للسهم مرهونة بعمليات البيع، وأتى منع الصناديق من الاكتتاب لتشتري من الأفراد بعد الإدراج ليحقق الارتفاع كما أراد منظمو الاكتتاب». وتابع الجوهر: «اللغط الذي صاحب اكتتاب البنك الأهلي والآراء الشرعية التي صدرت، تكرار لمشهد طرح أسهم بنك الرياض، ومع ذلك نجح اكتتاب بنك الرياض وتداول بنجاح، وهذا أمر متوقع واعتدنا عليه». وعن إحجام عدد من البنوك عن قبول طلبات الاكتتاب في البنك الأهلي، قال الجوهر: «هذه البنوك ركبت الموجة وحاولت كسب دعاية، وهي من الأساس لا تقبل التداول عبر محافظها في أسهم معينة لا تعتبر نقية من الناحية الشرعية، وفي الأصل لا يمكن لهم كنظام في البنوك الأربعة قبول الاكتتاب، ولكن أحدثوا ضجة لكسب تعاطف الآراء المتوافقة مع الفتاوى الشرعية». وكان الاكتتاب في البنك الأهلي انطلق يوم الأحد الماضي ويستمر حتى الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويبلغ عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب العام 500 مليون سهم تمثل 25 في المئة من أسهم المصرف.