قُتل مواطن أميركي وأصيب آخر أمس أثناء تزودهما بالوقود من إحدى المحطات شرق الرياض. وتمكنت القوات الأمنية من احتجاز المعتدي بعد تبادل لإطلاق النار معه وإصابته. وذكرت وزارة الداخلية السعودية ليل أمس أن الجاني يدعى عبدالعزيز فهد عبدالعزيز الرشيد (25 عاماً)، ويحمل الجنسيتين السعودية والأميركية وأنه فصل من عمله في الشركة التي يعمل فيها المجني عليهما ل «ملاحظات إدارية وسلوكية». وأكد البيان أنه «لم يثبت لدى الجهات الأمنية وجود أي ارتباطات سابقة له بالتنظيمات المتطرفة». (للمزيد) وعلمت «الحياة» أن أحد الأميركيين مسلم، وهما يعملان منذ خمسة أعوام في إحدى الشركات الأميركية في العاصمة السعودية. وأوضح المتحدث باسم شرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان أنه عند الساعة (2:49) من ظهر أمس (الثلثاء) تعرض شخصان في سيارتهما لإطلاق نار أثناء توقفهما عند إحدى محطات الوقود، بالقرب من ملعب الملك فهد (شرق الرياض)، وعلى الفور باشرت قوات الأمن التحقيق بالحادث وتمكنت من محاصرة المعتدي وتبادل النار معه، وإصابته، والقبض عليه. ونسبت وكالة «أسوشيتدبرس» أمس إلى مصدر مطلع قوله إنه يُعتقد بأن المهاجم سعودي أميركي المولد، وكان يعمل في الشركة نفسها، وتم فصله من العمل أخيراً لاتهامه بتعاطي مخدرات، ويعتقد بأن القتيل الأميركي هو الذي أبلغ المسؤولين عن تعاطيه. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن «شخص مطلع على الوضع» قوله قبل صدور بيان شرطة منطقة الرياض إن الهجوم «هو نزاع في مكان عمل يتعلق بفصل الجاني وليس له علاقة بالإرهاب». وقال الميمان، بحسب وكالة الأنباء السعودية، إن الحادثة نتج منها مقتل أحد الشخصين داخل السيارة، وإصابة الآخر إصابة متوسطة. وذكر أنه اتضح أنهما من الجنسية الأميركية. وأوضح اللواء التركي ل«رويترز» أن مواطناً أميركياً ثالثاً شاهد الهجوم. وقال أحد الموظفين في الشركة التي يعمل فيها الأميركيان ل«الحياة»، أنه أثناء توجه زملائه إلى مقر عملهم، وجدوا حاجز البوابة لا يعمل، ما اضطرهم إلى الوقوف في محطة الوقود التي تعتبر نقطة تجمع لموظفي الشركة، إلا أنهم فوجئوا بوابل من الرصاص العشوائي ينهال عليهم وهم داخل السيارة، ما أدى إلى وفاة أحدهما، وإصابة الآخر. وقال الموظف (فضل عدم ذكر اسمه) إن عدد العاملين في الشركة يراوح بين 200 و400 أميركي، جميعهم يشغلون وظائف هندسية. وأوضح أنه أثناء الاستهداف تم النداء على جميع الموظفين عبر الأجهزة اللاسلكية، بالبقاء في أماكنهم. وأشار إلى أن المتوفى يبلغ من العمر 40 عاماً، ويعمل في الشركة منذ خمسة أعوام، فيما يبلغ المصاب 59 عاماً وهو مسلم. وفي واشنطن أكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل«الحياة» إن المواطنين الأميركيين الذين تم إطلاق النار عليهما في الرياض يعملان مع شركة «فينيل أرابيا» وهما من المتعاقدين الدفاعيين مع الحكومة السعودية. ولم يكشف المسؤول عن هويتهما واكتفى بالإشارة إلى إن الشركة تساعد الحرس الوطني السعودي، وإن أميركياً قتل والثاني تعرض للإصابة ويخضع للعلاج. وأكد المسؤول أن الاتصالات مستمرة بين الأجهزة الأمنية السعودية والأميركية لكشف تفاصيل الاعتداء. وأكد نائب الملحق الإعلامي في السفارة الأميركية في الرياض ستيوارت وايت أن السفارة أصدرت رسالة تحذيرية لمواطني الولاياتالمتحدة بشأن الوضع واحتياطات السلامة التي يجب اتخاذها. وقال وايت ل«الحياة» أمس: «أحد مواطنينا قتل وأصيب آخر بجروح طفيفة إثر هجوم مسلح على محطة محلية تبعد تقريباً 30 كيلومتراً من السفارة». وشهدت الرياض في ال12 من أيار (مايو) 2003 تفجيراً انتحارياً من تنظيم «القاعدة» استهدف مجمعات سكنية، ما أودى ب12 أميركياً، بينهم مسلمون. كما استهدف انتحاريون بأربع سيارات مفخخة ثلاثة مجمعات سكنية في وقت متزامن. وجميع تلك المجمعات يقطنها أجانب، بينهم مسلمون (شرق الرياض).