قام وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز بزيارة مفاجئة الى غرداية أمس، لتهدئة احتجاجات لرجال الامن في الولاية التي تبعد 600 كلم الى جنوب العاصمة وتشهد صراعات عرقية - طائفية. وأبرز انتقال الوزير بصورة عاجلة الى غرداية، حساسية الموقف بالنسبة الى الحكومة، والحرج الذي اصابها نتيجة احتجاجات عناصر الأمن على ظروف العمل في المدينة ومحيطها، والأخطار التي قد تنتج من هذه الاحتجاجات. ويأتي ذلك غداة مقتل شابين في العشرينات من العمر، وإصابة حوالى عشرة من مسؤولي الشرطة والحماية المدنية بجروح طفيفة، في مناوشات متفرقة وقعت مساء الاثنين بين مجموعات من الشبان في بريان (45 كلم شمال غرداية)، كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن مصدر طبي في مستشفى غرداية. وأوردت الوكالة أن مجموعات من الشبان تراشقت بالحجارة والزجاجات الحارقة وأشعلت إطارات، قبل أن يتدهور الوضع مما تسبب في تدهور الأمن في بريان، كما أوضح أحد الأعيان ومسؤول محلي. وأشارت الوكالة الى ان الاضطرابات تسببت في قطع طريق رئيس في بريان لفترة موقتة، قبل أن تتدخل قوات الدرك لإعادة فتحها واستئناف حركة المرور. وتخللت المناوشات أعمال تخريب وحرق لعشرات من المحال التجارية ومقر تابع للبلدية، بالتزامن مع حركة اعتصام كبيرة نظمها أفراد الشرطة المرابطون في غرداية تخللتها مسيرة في اتجاه مركز أمن الولاية، تنديداً باعتداءات طاولت زملاء لهم.