رفع ميزايون (أمازيغ) من ولاية غرداية التي تبعد 600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية أمس، لائحة مطالب إلى السلطات العليا تشدد على ضرورة تطبيق القانون بصرامة على المتورطين في قضايا العنف العرقي بينهم وبين العرب، الذي شهدت الولاية جولات عدة منه خلال الأشهر الماضية. وخلصت اعتصامات نظمها ميزابيون إلى رفع لائحة بأكثر من 10 مطالب إلى السلطات العليا في الجزائر، تشمل ضرورة تطبيق القانون واتخاذ الإجراءات اللازمة بمباشرة المتابعات القضائية وتحديد المسؤولين والمتسببين بالجرائم، سواء تعلق الأمر بالمجرمين من المدنيين أو منتسبي أجهزة الدولة الأمنية والإدارية، في مقابل إلغاء الملاحقات القضائية ضد الذين اعتُقلوا أثناء دفاعهم عن أرواحهم وممتلكاتهم. كما طالب المعتصمون بتنمية منطقتهم اقتصادياً عبر خلق مشاريع تنموية وتطوير الصناعة والفلاحة برعاية السلطات المركزية ومعالجة المشاكل التي أعاقت انطلاق التنمية المحلية كأزمة السكن وفيضانات عام 2008. وكان عشرات الجزائريين من الميزابيين اعتصموا في كل من غرداية وعنابة (650 كلم شرق العاصمة) إضافة إلى العاصمة قرب دار الصحافة، تنديداً بتدهور الوضع الأمني. وشارك في اعتصام الغضب السلمي أمام مقر ولاية غرداية، ممثلو جمعيات ميزابية عدة ولجان أحياء ومواطنون هتفوا من أجل السلم والأمن في منطقتهم قبل لقائهم بالوالي. في سياق آخر، استنكر سياسيون جزائريون موافقة الحكومة على المشاركة في احتفالات 14 تموز (يوليو) في فرنسا، في سابقة في العلاقات بين الدولتين، التي تشوبها ملفات تاريخية معقدة. وأعلن وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أن جنوداً جزائريين سيشاركون في احتفالات «14 تموز»، مؤكداً إدانة بلاده «بشدة» تدنيس العلم الجزائري أخيراً في فرنسا، ومطالباً بمحاسبته أمام القانون. وقال لعمامرة إن «الجزائر ستشارك في نفس الشكل ونفس الظروف، مثلها مثل 80 دولة سقط مواطنوها في ساحة المعركة خلال الحرب العالمية الأولى وهذا هو الهدف من الاحتفالات المقررة في باريس». وتسبب الإعلان عن مشاركة الجزائر، المستعمرة السابقة لفرنسا، في احتفالات باريس في إثارة جدل في البلدين. في المقابل، ردّ رئيس «حركة مجتمع السلم» (الإسلامية) عبد الرزاق مقري على لعمامرة، معتبراً أن تأكيد خبر مشاركة الجنود الجزائريين في استعراض العيد الفرنسي، يُعد دليلاً على أن «الفرنسيين يعرفون ما يحدث داخل مؤسسات الدولة الجزائرية أكثر من الجزائريين أنفسهم». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن في 20 حزيران (يونيو) الماضي، أنه لا يرى ما يثير «صدمة» في حضور جنود جزائريين احتفالات 14 تموز «بما أنها احتفالات بكل التضحيات التي قُدمت ومن بينها تضحيات جزائريين». وشُكِّلت جمعية فرنسية باسم «لا لمشاركة قوات جزائرية في استعراض 14 تموز 2014» بمبادرة مسؤولين في حزب الجبهة الوطنية (يمين تطرف) احتجاجاً على هذه المشاركة. وفي الجزائر، رفضت المنظمة الوطنية للمجاهدين (المحاربون القدامى) مشاركة جنود جزائريين في احتفالات باريس. أما وزير المجاهدين الطيب زيتوني، فاعتبر أن «السياسة الخارجية والدفاع الوطني من صلاحيات رئيس الجمهورية».