تفتتح مجموعة LVMH الفاخرة التي تملك عدداً من أرقى دور الأزياء والمجوهرات في العالم، في 27 من الشهر الجاري، تحت إشراف رئيسها برنار أرنو، المبنى الزجاجي الضخم الذي سيؤوي منظمة لوي فويتون Fondation Louis Vuitton المخصصة للفن المعاصر على الصعيدين الفرنسي والدولي. وقد سلم أرنو مسؤولية المشروع من الناحية المعمارية إلى المهندس الأميركي المعروف فرانك غيري الحائز جوائز تكريمية عدة بينها جائزة بريتزكر عام 1989، عن أعماله البارزة في مختلف أرجاء العالم، مثل متحف غوغنهايم في بيلباو الإسبانية، علماً أن أرنو يخطط لتنفيذ فكرته الخاصة بمنظمة تروّج للفن المعاصر منذ منتصف التسعينات من القرن العشرين، أي منذ 20 سنة. ويحتل مبنى المنظمة 11700 متر مربع عند مدخل كل من غابة بولونيا الضخمة وحديقة «أكليماتاسيون» غرب باريس، وهو زجاجي يعكس ضوء الشمس ويتصف بمنظر سفينة كبيرة راسية على مسافة أمتار قليلة من نهر السين، غير أن مصممه يرى فيه «سحابة زجاجية عند مدخل باريس الغربي». ويرغب برنار أرنو في أن يدخل مبنى المنظمة التاريخ على صعيدين مختلفين، الأول بفضل تصميمه الاستثنائي والثاني لكونه يضم أحد أهم مقار الفن المعاصر في العالم على مدار القرنين الفائت والحالي. وإذا كان طموحه قد يبدو في غير محله، بل أشبه بالخيال إلى حد ما، فالرجل يملك القدرة على تنفيذ وعوده وإسكات الألسنة التي تتهمه بجنون العظمة، ذلك أنه أحد أثرى أثرياء العالم. ويضم المبنى 11 قاعة ضخمة ستستقبل المعارض الفنية المختلفة بعضها عن بعض، بمعنى أنها ستجزأ إلى متاحف تقدم المعارض الدائمة وأخرى تستضيف المعارض الموقتة للفنانين الكبار، وأخرى ستكون مخصصة لترويج أعمال الفنانين الناشئين المتعددي الجنسية، علماً أن المسابقة مفتوحة أمام مدارس الهندسة المعمارية والفنون التشكيلية والجميلة على المستوى الدولي لتقديم الملفات الخاصة بطلابها للمشاركة في المعارض المعنية. وستشكل المنظمة، بفضل صيتها العالمي، محطة في غاية الأهمية بالنسبة إلى الفنانين الشبان وغيرهم، القادرين على تقديم أعمالهم في إطار معارضها. وهناك القاعة الضخمة ذات التصميم القابل للتحويل طبقاً للمعرض المقدم فيها، وستخصص لإستقبال أحداث قد لا تتعلق مباشرة بالفن المعاصر، بل بالسينما أو بالمسرح أو بالسيرك أو بالصورة، وستدخل هذه المناسبات في إطار المعارض الموقتة بطبيعة الحال. برامج رسمية وفكر فرانك غيري عند تصميمه المبنى، في الزائر الراغب في التنزه من دون أن يتابع أحد المعارض في شكل محدد، فراح يصمم الواجهات الزجاجية بحيث تطل على غابة بولونيا الخلابة من ناحية، وعلى باريس بعامة من جانب آخر بمعالمها الأثرية مثل برج إيفل وقوس النصر ومتحف الأنفاليد ومرتفعات الساكري كور وغيرها، بمعنى أن زيارة منظمة لوي فويتون قد يدخل في مستقبل قريب إلى البرامج الرسمية الخاصة بزيارة معالم العاصمة الفرنسية لدى شركات السياحة. وستكرم المنظمة فرانك غيري من طريق تكريس أول معارضها لأعماله في الوقت الذي سيخصص مركز جورج بومبيدو الباريسي مناسبة فنية ضخمة احتفاء بهذا الفنان الأميركي.