تجدد سقوط الصواريخ من الأراضي السورية على منطقة الهرمل ومحيطها في شرق لبنان، في وقت دان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» جورج صبرا في اتصال أجراه برئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة «تورّط حزب الله في القتال في سورية». وأبلغ السنيورة بدوره صبرا «رفضه تورط حزب الله في القتال في سورية، ورفضه في المقابل لأعمال القصف التي تستهدف الأراضي والبلدات اللبنانية في الشمال والبقاع من الجانب السوري سواء كان ذلك من المعارضة أم من النظام». كما رفض «الدعوات للتورط في القتال في سورية من أي جهة كانت». وسقطت أمس ثلاثة صواريخ على الهرمل، اثنان منهما من نوع «غراد» في المنطقة الجردية، والثالث على منزل يملكه علي شمص، من دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا. وعلى الأثر، ناشد الأهالي الجيش اللبناني والدولة بسط سلطتها على المنطقة، مهددين بالتصعيد وحماية انفسهم بأنفسهم في حال تقاعس الدولة عن حماية المنطقة الحدودية وأهلها وأرزاقهم. في وقت شهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة من جانب الأهالي وأقفلت معظم المدارس والمحال التجارية أبوابها خوفاً من أي تصعيد. وتعقيباً على أعمال القصف، أكد وزير الخارجية عدنان منصور أن «المذكرات التي يتم تبادلها بين السفارات والخارجية تتبع أصولاً وأعرافاً ولياقات وتقاليد ديبلوماسية تحرص وزارة الخارجية عليها كل الحرص، وهي تدخل ضمن الخصوصية الإدارية والعمل الوظيفي اليومي». وأشار في لقاء مع الإعلاميين أمس إلى أن «ليس على وزارة الخارجية أن تصرح إذا أرسلت رسالة أو مذكرة ما، فعندما يتم تبادل المذكرات والرسائل لا يتم كشفها أو تناولها عبر الوسائل الإعلامية، والخارجية تصلها يومياً عشرات المذكرات تقوم بتبادلها مع الجهات المختصة، وليس من الواجب إعلان مضمونها، فنحن لا نقصر في عملنا بل ننتمي إلى حكومة تعرف الأصول والواجبات، وبالتالي فإن الخارجية تنفذ سياسة الحكومة وما يطلب منها». وعن خطف اللبنانيين في أعزاز، قال منصور: «لا يمكن تحميل تركيا مسؤولية خطف اللبنانيين التسعة، لأنهم خطفوا على أرض سورية وعلى أيدي جماعة سورية، وبالتالي فإن تركيا تؤدي دور الوسيط لإطلاقهم». في السياق، حذّر النائب مروان حمادة «من المغامرات القاتلة التي ندفع إليها قبيل الصيف»، ورأى «أننا أمام لحظات فاصلة بين الحرب والسلام، لأن حزب الله ابتكر مزارع شبعا جديدة في ريف القصير». وقال في حديث إلى «صوت لبنان» أمس: «كما دفعنا في العام 2006 إلى حرب مدمرة في الجنوب، قد نجر إلى حرب مدمرة في الشمال والشرق»، مطالباً ب «وقف هذه المغامرة». وقال حمادة: «قد نضيع في ظل كلام الشيخ نبيل قاووق ودعوتي الشيخين أحمد الأسير وسالم الرافعي للجهاد أمام واقع لا حكومة ولا دولة ولا انتخابات»، مناشداً «النواب من كل الكتل، عدم الانسحاب من لجنة التواصل النيابية لئلا يقع البلد في الفراغ». ورأى أن «الوقت لا يزال متاحاً للبحث بجدية في القانون المختلط بعد المرونة التي أبداها النائب وليد جنبلاط»، معتبراً أن «الذهاب إلى الهيئة العامة من دون إعداد سيضع الجميع أمام مأزق قد يتحول إلى أزمة حكم حقيقية لا يبقى فيها حكومة تشكل، ولا حكومة تذهب ولا مجلس نواب موجود أو منتخب أو حتى ممدد له تقنياً». إلى ذلك، تواصلت حركة نزوح السوريين من المناطق التي تشهد اشتباكات في اتجاه البلدات اللبنانية القريبة من الحدود. ووصل إلى بلدة شبعا أمس عشرة سوريين مع قطيع من الماشية آتين من بلدة بيت جن عبر المسالك الجبلية في مرتفعات جبل الشيخ. وعملت «الجماعة الإسلامية» و«وقف النور الخيري» بالتنسيق مع بلدية شبعا، على تقديم المساعدات التموينية بشكل سريع وإيوائهم في البلدة التي باتت تحوي اكثر من 550 نازحاً.