أعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أن دوائر الوزارة باشرت عملها لتقديم مذكرة الى جامعة الدول العربية تستند الى إحداثيات والوقائع على الارض المتعلقة بالخروق السورية للسيادة اللبنانية. وقال: «ننتظر من قيادة الجيش تزويدنا الاحداث التي حصلت خلال الايام الماضية، وفي ضوء التفاصيل نرسل المذكرة». وقال منصور انه سيتصل بمندوب لبنان الدائم لدى مجلس الامن السفير نواف سلام للطلب اليه مباشرة الاتصالات مع الجهات المعنية من أجل التحضير لاجتماع طارئ للبحث في قضية النازحين السوريين في لبنان، وسبل مساعدته على إيوائهم ومعالجة النزوح المطرد الى لبنان، مشيراً الى أن «تحركنا إنساني بحت». وفي السياق، دان الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري «أي قصف تتعرض له المناطق اللبنانية على الحدود الشرقية والشمالية من الجانب السوري، باعتباره اعتداءً على السيادة اللبنانية وانتهاكاً للكرامة الوطنية». ورأى في تصريح «أن من يتحمل مسؤولية استمرار هذه الاعتداءات، تقاعس حكومة تصريف الأعمال التي سمحت لنظام بشار الأسد بالتمادي في استباحة الأراضي اللبنانية، بحجة سياسة «النأي بالنفس، من دون أي رادع، والمسؤولية الأكبر تقع على «حزب الله» الذي لطالما حذرنا من خطورة انخراطه في القتال إلى جانب الأسد ضد الشعب السوري، وما قد يُسببه ذلك من تداعيات كارثية تصيب لبنان، ويدفع ثمنها اللبنانيون الأبرياء، على نحو ما أصاب بلدتي القصر وحوش السيد علي الحدوديتين في الهرمل». وأبدى استغرابه ل «الانتقائية الفاضحة في تعاطي السلطة الرسمية والأمنية مع الاعتداءات الحاصلة، ذلك أن اي تحرك رسمي لم يُسجل، طوال الأشهر الماضية، لحماية المواطنين، إزاء جملة الاعتداءات التي تصاعدت وتيرتها ضد عرسال وقرى عكار، في حين تمت المسارعة إلى عقد اجتماع أمني طارئ، بعدما تعرضت مناطق محددة لاعتداء هو الأول». وتفقد السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي مخيماً للنازحين السوريين في صيدا (مدرسة الصخرة)، مقراً بوجود «عبء على الدولة اللبنانية». وعما تشهده الحدود اللبنانية - السورية من اعتداءات متكررة، قال: «نقول كدولة فرنسا، وكعضو دائم في مجلس الامن، ان على لبنان ان يبقى بعيداً عن الازمة السورية وايّدنا السياسة اللبنانية بالنأي بالنفس». وعن تزايد أعداد النازحين السوريين في لبنان، قال: «نقدم مساعدات كبيرة عبر الاتحاد الاوروبي، وطلبنا اجتماعاً في مجلس الامن كي يتطرق الى هذا الامر، لأن له شقاً انسانياً وآخر يتعلق بالامن. ونريد ان نجذب كل الجهود لمساعدة لبنان ودول الجوار التي تستقبل وترحب بهؤلاء اللاجئين». وكان البطريرك الماروني بشاره الراعي اثار خلال وجوده في الأرجنتين، موضوع النازحين مع الرئيسة كريستينا كرشنر، و «دور الاسرة الدولية والدول المجاورة في تخفيف الأعباء الاجتماعية والسياسية عن كاهل لبنان جراء ذلك».