جمع الرسام والناقد فيصل سلطان المقالات والدراسات التي كان كتبها بين 1976 و1993 عندما كان يعمل في الصفحة الثقافية في جريدة «السفير» متابعاً الحركة الفنية اللبنانية بعين مرهفة ووعي جمالي وتشكيلي، في كتاب صدر في سلسلة «كتاب السفير» ودار الفارابي. كتب المقدمة طلال سلمان، رئيس تحرير «السفير»، وجاء فيها: «عاش فيصل سلطان في «السفير» ومعها سبعة عشر عاماً عَبَرَ معها لبنان حروباً أهليّة- عربية- دولية عديدة... لكنّ الفنان في الإنسان الرقيق ظلّ يرى وطنه واحداً وظلّ على إيمانه بالفنّ التشكيلي كعنوان للتلاقي في رحاب الإبداع الذي يجاوز الطوائف والمذاهب واختلاف الأعراق والجنسيات ويخاطب الروح وذائقة الجمال. كتب فيصل سلطان عن المبدعين متجاوزاً الحواجز والحساسيات وروح المنافسة. قرأ عن المبدعين في الداخل اللبناني أساساً وفي المحيط العربي، كما عن أولئك الذين رفعتهم عبقريتهم إلى سدّة العالمية. ورأت السفير وهي تحتفل بدخولها العام الأربعين من عمرها، أنّ الناقد الفني من موقع الرسّام الذي يرسم بإحساسه المرهف أكثر مما بريشته وألوانه المبهجة، يستحق أن تُكرّمه بنشر إنتاجه فيها. وهكذا كان هذا الكتاب الذي أعطاه فيصل سلطان عنوانه «كتابات مستعادة من ذاكرة فنون بيروت». هذا الكتاب تحية من «السفير» للفنان الذي تولّى تقديم أقرانه وأعمالهم الإبداعية طوال سبعة عشر عاماً، كما قدّم بيروت التي وُصفت بأنّها المختبر الفعلي للفنون العربية في مرحلة الازدهار. وفيصل سلطان الذي ترك الكتابة الصحافية ليتفرّغ لمعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، ولإكمال قصائده الملونة رسماً، مازال معنا في «السفير» وسيبقى».