بين كل حين وآخر يتداول البعض صورة لأحد اللاعبين السابقين يرقد منهك القوى على سرير المرض، وقد خارت قواه، وغيّر الألم ملامح وجهه، فأصبح يئن من تكالب مصائب الدنيا عليه، فلا يشكو فقط الداء، بل أيضاً القدرة المالية في الحصول على الدواء، إذ تتبع الصورة عادة بعد توضيح معاناته بتكاليف علاجه الباهظة، وهي إشارة إلى حاله الاقتصادية السيئة، وهي مبادرة يقوم بها عادة أصدقاء أو مقربون له يرجون وصولها إلى من يود فعل الخير والتبرع بقيمة العلاج أو المشاركة فيه، وإن كانت هذه الطريقة خير وسيلة للحصول على العلاج، إلا أنها تحمل في طياتها كثيراً من معاني الجحود وعدم الوفاء من الأندية تجاه لاعبيها، خصوصاً ممن تركوا الملاعب قبل عصر الاحتراف، فهي تضطرهم للتسول بطريق غير مباشر وتهين كرامتهم، وهم يصورون في حال مثير للشفقة، لأجل الحصول على جزء بسيط من حقهم على النادي، وهو رعايتهم في كبرهم صحياً ونفسياً. وللأسف جرت العادة في بلادنا حتى في المجال الرياضي على تصعيد أي أمر صحي إعلامياً للحصول على سرير أو تكاليف علاج في الخارج، وبعد أن يراق ماء الوجه يتدخل «بطل وطني»، ليعلن تكفله بالعلاج على نفقته الخاصة، وكأن الدولة «بكبرها» تعجز عن ذلك، وعلى رغم أننا سمعنا كثيراً عن إقرار «صندوق اللاعب» لمثل هذه الحالات الإنسانية القاهرة، ولكن توالي نشر صور اللاعبين المرضى يعني أن هذا الصندوق لم يفعّل دوره بعد، ولا يعلم أحد ما هي مصادر تمويله؟ ومن هي الحالات التي تستفيد منه؟ وإن كنت أرى أن يكون مفتوحاً لمن أجبرته الظروف الصحية على طلب العون والمساعدة المالية من المنتمين كافة للوسط الرياضي الذين أفنوا شبابهم في خدمة الوطن كلاعبين أو إداريين مع تبسيط إجراءاته، فليس المرض ينتظر بيروقراطية الإجراءات وتعقيدات الحصول على موافقة أو تأخير المواعيد في شكل مستفز، حتى يتوفى الله صاحب الحاجة، وهو في الانتظار. هذه الأيام يكثر تداول صورة للاعب الرياض ومهاجمه الدولي السابق فهد الحمدان طريح فراش المرض، وعلى رغم تكرار نشرها لم يبادر أحد بالتكفل بعلاجه، فأين أهل الخير؟ وأين صندوق رعاية اللاعبين؟ أليس هذا وقته؟ وأين البنوك والمؤسسات والشركات من دعم الجانب الإنساني في المجتمع؟ كل أولئك مسؤولون عن حال الحمدان وغيره ممن (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف)، فيا «رعاية الشباب» شيء من الإنسانية لمن خدموا الرياضة السعودية ثم غيّبتهم الظروف الصحية القاهرة، فتواروا قسراً عن المشهد، فهذا وقت الوفاء ورد الجميل. [email protected]