تبدو مديرة مشروع «اللوفر أبوظبي» حصة الظاهري، واثقة مما تقوم به. خطة عمل يتطلب حصد ثمارها سنوات، لكنها مؤمنة بأن العمل الجدي واستمرار الدعم واحتضان الخبرات، توصل إلى ما «نطمح إليه». تقول الظاهري في حديث إلى «الحياة»: «نعمل منذ فترة على توعية المجتمع على أهمية الفن، ودوره في إصلاح الذات، ومن أجل ذلك ننظم باستمرار ندوات وحوارات مستهدفين الجيل الجديد لتعريفه على تاريخ الفنون». وتضيف: «تخطت نشاطاتنا القاعات الخاصة بالفن، واتجهنا صوب المدارس والجامعات، ونسقنا مع المعلمين حول بعض الأمور الفنية والتقنية، لتكون الاستفادة أكبر». وعن ضعف الحضور المحلي في الفعاليات الكبرى، توضح المديرة الشابة أن العمل جارٍ على حل هذه المسألة من خلال التعليم والتوعية واحتضان المواهب، وتعريف الجمهور على مختلف مدارس الفن خصوصاً الحديث منها، والذي قد لا يستهوي بعض كبار السن مثلاً. وتشير إلى أن الحضور المحلي في ازدياد دائم، «ولكننا بحاجة إلى مزيد من الوقت». وترى الظاهري أن النشاطات المنظمة لا تستهدف فئة من دون غيرها، بل هي موجهة لمحبي الفن عموماً. وعن المقتنيات المعروضة في معرض «نشأة متحف» والتي ستكون نواة متحف «اللوفر أبوظبي»، تشرح أنها جُمعت من حول العالم وبعناية فائقة، استناداً إلى آراء خبراء وفنيين، وهي ملك لحكومة أبوظبي، ولكن كأي متحف في العالم، سيكون ثمة مقتنيات معارة تكون للعرض، و»وقعنا اتفاقاً مع نحو 15 متحفاً في فرنسا سنستعير منها لاحقاً وليس اللوفر فقط» على حد قولها. وحول حرية اختيار المقتنيات الدائمة، أكدت الظاهري أنه كان لهم الحق في اقتناء ما يرغبون، ولكن على أساس وجود خبراء مختصين هم من يقرروا ما يناسب المنطقة العربية، ثم تعرض على لجنة للتشاور، وعلى أساسها يتم الموافقة. أما عن معرض «نشأة متحف»، فأوضحت أن مهمة التنسيق الفني له أوكلت إلى مدير التنسيق الفني في وكالة المتاحف في فرنسا لورانس دي كار، ويدعمها في ذلك أعضاء فريق هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ولكن ماهو الرقم المدفوع، لاقتناء كل هذه الأعمال؟ تجيب الظاهري أن القيمة الحقيقية للأعمال المعروضة والمقتنيات، ليست مادية، بل معنوية، وبما تمثله من رمز لحضارة أو ثقافة ما، أو ما تركته من أثر في البشرية. وتوضح أن اقتناء الأعمال للمتحف «بدأ منذ عام 2009 وهي عملية متواصلة ومستمرة، ولذا من الصعب تحديد عدد القطع المتوقع أن يضمها المتحف بدقة، وإلى جانب القطع المقتناة، سيضم المتحف قطعاً تتم استعارتها من متاحف في فرنسا بشكل دوري». وإضافة إلى 130 قطعة فنية في «نشأة متحف»، سيقدم المعرض برنامجاً من الجلسات الحوارية والجولات وورش العمل، وكتاب يوثق مقتنيات المتحف. ومن أهم أهداف «اللوفر أبوظبي»، دعم سلسلة من البرامج العامة والمتنوعة لإشراك الجمهور من مختلف الخلفيات والاهتمامات والأعمار. وتشمل سلسلة «حوارات الفنون» فعاليات عامة تستكشف أهمية الأعمال الفردية من خلال المصطلحات التاريخية الفنية وفي سياق مجموعة المتحف المتنامية. ولإشراك الشباب الجامعي الإماراتي ستقدم صفوف ماجستير للطلاب لاستكشاف مجال المتاحف واهتماماتها الثقافية الأوسع. كما تدعو ورش العمل الفنية الأسرية المشاركين لابتكار أعمالهم الخاصة المستوحاة من مقتنيات «اللوفر أبوظبي» لجعل المعرض أكثر وصولاً للأسر والأطفال. وتؤكد المديرة الشابة أن «اللوفر أبوظبي» لن يكون نسخة مكررة من «اللوفر باريس»، ولكن ستكون له هويته وشخصيته المختلفتان اللتان تظهران من خلال ترتيب أقسامه وقاعاته لتكون بمثابة رحلة عبر التاريخ بمراحله وحضاراته المتعددة، عبر طابع يعكس روح وهوية أبوظبي وعالميتها أيضا، منطلقاً من موقعها كمركز للربط بين الحضارات. وتتوقع الظاهري افتتاح «اللوفر أبوظبي» عام 2015، ويشرف على التصميم المعماري المهندس الفرنسي جان نوفيل الذي ابتكر نظام مياه مستوحى من الأفلاج يجري في أنحاء المتحف، وهو نظام مستنبط من الهندسة العربية القديمة، بعد فهمه التام للبيئة التقليدية الحاضنة.