يقدم معرض «نشأة متحف»، الذي يفتتح الأسبوع المقبل في أبوظبي، مجموعة واسعة من أهم مقتنيات متحف «اللوفر أبوظبي»، بحسب ما أعلنه مسؤولون في المتحف أمس خلال جولة إعلامية حضرتها «الشرق»، ليتيح المتحف من خلالها الفرصة لزوار المعرض للتعرف عن قُرب على المفهوم السردي للمتحف من خلال 130 عملاً، قبل افتتاحه رسمياً في عام 2015. ويعد هذا المعرض هو الأول الذي يضم مثل هذه المجموعة من أعمال المتحف، ويفتتح في المنطقة الثقافية في منارة السعديات في العاصمة الإماراتية الإثنين المقبل، ويستمر حتى عشرين يوليو المقبل. وتحدثت مدير مشروع «اللوفر أبوظبي» حصة الظاهري، عن بداية فكرة المتحف ل «الشرق»، وقالت: بدأ الحوار بين الحكومتين الإماراتية والفرنسية لإنشاء متحف منفرد في المنطقة، وهنا تم الاتفاق مع متحف «اللوفر» لإعطائنا اسمه أولا، ليكون متحف «اللوفر أبوظبي»، وثانيا يعطينا الكادر المتخصص الذي يمكنه بناء متحف على مستوى عالمي بما يتناسب مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ويكون مختلف الشكل، وعصرياً يحاكي القرن الواحد والعشرين. وأضافت: حاليا، يشرف على التصميم المعماري المهندس الفرنسي جان نوفيل في جزيرة السعديات في أبوظبي، وقد ابتكر نظام مياه مستوحى من الأفلاج يجري في أنحاء المتحف، وهو نظام مستنبط من الهندسة العربية القديمة، وذلك بعد فهمه التام للبيئة التقليدية الحاضنة. وعن مقتنيات المتحف، أوضحت أن هذه المقتنيات ستكون دائمة، مشيرة إلى أنها مدفوعة الثمن، ومملوكة لحكومة أبوظبي، ولكن كأي متحف في العالم، سيكون هناك مقتنيات معارة تكون للعرض، ووقعنا اتفاقا مع حوالي 15 متحفا في فرنسا سنستعير منها لاحقا وليس اللوفر فقط. وحول حرية اختيار المقتنيات الدائمة أكدت الظاهري أنه كان لهم الحق في اقتناء ما يرغبون، ولكن على أساس وجود خبراء مختصين هم من يقرروا ما يناسب المنطقة العربية، ثم تعرض على لجنة للتشاور، وعلى أساسها يتم الموافقة. أما عن معرض «نشأة متحف»، فأوضحت أن مهمة التنسيق الفني له أوكلت إلى مدير التنسيق الفني في وكالة المتاحف في فرنسا لورانس دي كار، ويدعمها في ذلك أعضاء فريق هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ويضم المعرض قطعا أثرية من مصر وتركيا واليونان ومالي، تمثل حضارات تركت بَصْمَتها في الثقافة الإنسانية على مدى آلاف السنين، حيث سيستكشف الزوار الملامح المشتركة للتجربة الإنسانية الواحدة التي تتخطى حدود الجغرافيا والوطن والتاريخ. ويختزل كل عمل فني وقطعة أثرية لحظة فارقة في مسيرة البشرية، مثل الصورة الفوتوغرافية «عيوشة»، التي تعود إلى القاهرة عام 1843م، ويعتقد أنها الأقدم على الإطلاق لامرأة محجَبة، وهي للمصوِّر الفرنسي جوزيف فيليبيرت غيرو دو برونجي (1804-1892م). ويرافق المعرض، الذي ينظِّمه «اللوفر أبوظبي»، برنامج متنوع يشتمل على لقاءات حوارية وجولات وورشات إبداعية. وستقام أولى هذه اللقاءات في 22 إبريل بعنوان «اللوفر أبوظبي: متحف في طور التشكل». وسيتبع ذلك لقاءان آخران في مايو ويونيو في إطار لقاءات السلسلة الثانية من برنامج «اللوفر أبوظبي: حوارات الفنون».