يتجه اكثر من 14 مليون ناخب عراقي إلى صناديق الاقتراع اليوم لاختيار ممثليهم في المجالس المحلية، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسباً لوقوع هجمات على مراكز الاقتراع، فيما دعا المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني العراقيين إلى «المشاركة في الانتخابات والاختيار على أساس النزاهة والكفاءة وليس على أساس الولاء أو الانتماء الطائفي». وأعلنت «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن «عدد الذين يحق لهم الاقتراع 16 مليوناً و200 ألف، وبعد استثناء محافظتي نينوى والأنبار يصبحون 14 مليوناً و200 ألف، وسيكونون موزعين على 5190 مركزاً انتخابياً و 32102 محطة في عموم العراق». وعلى رغم أن اللجنة الأمنية العليا للانتخابات التي يرأسها وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق احمد الخفاجي أعلنت قبل يومين أنها «لن تفرض حظر التجول في بغداد أو أي محافظة أخرى»، إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة ونشر عشرات الآلاف من قوات الأمن حول مراكز الاقتراع وفي الطرق المؤدية إليها، فضلاً عن غلق بعض الطرق جعلت الحركة غاية في الصعوبة. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية سعد معن ل «الحياة» أن «اللجنة الأمنية العليا نفذت عمليات استباقية لحماية يوم الانتخابات وعثرت على 5 مخابئ لتصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات»، مبيناً أن «تلك المخابئ كانت في حي المخابرات في حي الجها غرب بغداد، واثنان في شارع عمر بن عبد العزيز في الاعظمية، وواحد في الغزالية وآخر في الطارمية». وأشار إلى أن «الإرهابيين كانوا يستعدون لاستهداف المواطنين ومراكز الاقتراع انطلاقاً من تلك المخابئ». إلى ذلك، دعت المرجعية الدينية في النجف إلى «اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والإخلاص في اختيار المرشحين». وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وكيل السيستاني في خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني إن «المرجعية تدعو المواطنين إلى اعتماد المعايير الصحيحة في حسن الاختيار وليس اعتماد الانتماء أو الولاء وإنما الإخلاص والنزاهة والغيرة على مصالح الناس والتفاعل معهم وتحمل أمانة أصوات الناخبين»، مؤكداً ضرورة أن «لا يفرض على الناخب شي سواء في اختيار ممثله في مجالس المحافظات أو البرلمان وأن يترك للمواطن حرية اختيار من يشاء وهذا ما دأبت عليه المرجعية ونود أن نبين أن أي كلام أو تصريح يخالف ذلك، سواء من وكيل أو معتمد أو محسوب على المرجعية أو وسيلة إعلامية تدعي قربها منها، غير صحيح ولا تتحمل المرجعية مسؤوليته». وأضاف أن «عزوف بعض المواطنين عن المشاركة في الانتخابات لا يمثل حلاً للمشكلة، والمرجعية تدعو إلى المشاركة»، مجدداً القلق من الأوضاع والأزمات التي يمر بها العراق، معتبراً أن «ما عبر عنه المرجع آية الله العظمى السيد علي السيستاني من قلق عند لقائه ممثل الأممالمتحدة في العراق مارتن كوبلر إنما يمثل جرس إنذار لجميع القوى السياسية وكل الجهات الإقليمية والدولية، وذلك لأن سماحته يشعر بأن مستقبل الأوضاع في العراق اخطر مما مضى، إن لم يتم تدارك الأمور». وأوضح أن «قلق المرجع يأتي بسبب غياب بوادر ملموسة لحل الأزمات التي تتعقد وتكثر، وهذا ما أكده، وطالب بالابتعاد عن تغليب المصالح الضيقة المذهبية والقومية والإثنية على مصالح العراق الوطنية». كما دعت المرجعية، المرشحين والكيانات السياسية المتنافسة إلى «قبول النتائج وأن يكونوا راضين بما تخرج به صناديق الاقتراع التي قد لا ترضي جميع المرشحين لكننا نقول إنها تعبر عن صوت المواطن وإرادة الناخب وليس رغباتكم وليس ما تتمنونه، مع تأكيدنا نزاهة وشفافية الفرز». ودعا القيادي في «المجلس الأعلى» إمام جمعة النجف الشيخ صدر الدين القبانجي، إلى «عدم انتخاب صاحب قرار إعادة البعثيين وفدائيي صدام»، في إشارة واضحة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي. وكان المالكي وافق على قانون تعديل «قانون المساءلة والعدالة» بما يسمح بعودة بعض البعثيين إلى الوظائف العامة واحتساب رواتب تقاعدية التشكيلات لفدائيي صدام التي تأسست عام 1995.