جدد المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني تأكيده على اعتماد القائمة المفتوحة في قانون الانتخابات، على ان تكون حرة ونزيهة وخالية من الغش والتزوير. وأعلن رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي بعد لقائه السيستاني في النجف أمس استعداده لزيارة طهران إذا وجهت له الدعوة. وعقد رئيس الوزراء نوري المالكي اجتماعات امنية في محافظة الديوانية التي زارها امس وعقد سلسلة لقاءات مع شيوخ العشائر، فيما حذرت مصادر امنية وسياسية من اختراق «تنظيمات بعثية» للتحالفات السياسية الكبيرة عبر احزاب شكلت حديثاً. وأعرب علاوي في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه السيستاني في النجف أمس عن «التخوف من التزوير في الانتخابات» المقررة في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل، مشيراً الى «حصول خروقات خطيرة في السابق خسرنا جراءها 13 من كوادرنا وتم تزوير صناديق الاقتراع». وزاد: «كنت في واشنطن قبل أسبوعين وطرحت هذا الموضوع على الكونغرس الاميركي كما تحدثت مع رئيس الجامعة العربية وسكرتير الأممالمتحدة وسماحة السيستاني بهذا الموضوع أيضاً». وقال: «اذا اردنا احترام شعبنا كقوى سياسية علينا ان نعطي الشعب كامل الحرية لاختيار من يريد اختياره لتمثيله في البرلمان». وشدد على ان «السيستاني اكد في شكل واضح على القائمة المفتوحة ونزاهة الانتخابات». وعن التحالفات مع القوائم الأخرى أجاب علاوي ان «الكتل التي بنيت على أسس فئوية بدأت تتغير وتتراجع، وحديثنا ينصب على ان لا تكون الكتل ممثلة لطائفة او مذهب معين وإنما تكون ممثلة لكل العراقيين بأطيافهم وقومياتهم وأديانهم». وأضاف: «نحن في حوار مستمر مع كل الإطراف»، مشيراً الى ان «هذه الحوارات تحكمها ثوابت تتعلق ببرنامجنا السياسي، ومتى ما شعرنا ان هناك اقتراباً من بعض الجهات مع ثوابت مشروعنا فسنتحالف معها»، مؤكداً ان «الحوارات لم تكتمل بعد وهي مستمرة، ولكن سنعلن تحالفاتنا خلال اسبوعين». وعن جدول زيارات علاوي الخارجية وان كانت تشمل طهران قال: «للأسف ايران ليست ضمن برنامج زياراتنا (...) لا توجد دعوة موجهة لنا من ايران، لكن اذا وجهت الدعوة فسنستجيب طبعاًَ». وقال علاوي ان «المرجع الاعلى أكد انه على مسافة واحدة من الجميع، ويدعو الى اعتماد القائمة المفتوحة، والى نزاهة الانتخابات وان تكون خالية من الغش والتزوير وان تعكس رؤية الشعب العراقي». واشار الى ان السيستاني أبدى رغبته بان «يرى وحدة وطنية حقيقية في العراق، فلا فرق بين شيعي وسني ومسيحي، وإنما يكون العراق لكل العراقيين»، مشيراً الى ان «هذه الأفكار النيرة تتطابق مع رؤيتنا في القائمة العراقية». الى ذلك التقى رئيس الوزراء العراقي مع شيوخ عشائر مدينة الديوانية (جنوب بغداد) وبحث معهم في الأمور الخدمية والامنية، بعدما عقد اجتماعاً مطولاً مع مجلس المحافظة والقادة الامنيين فيها. في غضون ذلك، حذرت مصادر امنية وسياسية من ان احزاباً وشخصيات تحظى بدعم خلايا «حزب البعث» المحظور في العراق تمكنت من اختراق الكتل السياسية الكبيرة من خلال واجهات حزبية وشعارات وطنية. وقال عضو لجنة الامن والدفاع النائب فرياد راوندزي ان «بعض خلايا البعث وبحسب المعلومات المتوافرة لدينا عقدت اجتماعاتها خارج البلاد لترتيب صفوفها بعد التنسيق مع بعض الجهات المتحالفة معها وبدعم ورعاية الدول الحاضنة لمثل تلك الخلايا». وأوضح راوندزي في اتصال مع «الحياة» ان «المعلومات تشير الى سعي خلايا البعث الى دعم بعض الشخصيات البعثية غير المعروفة لدى الناخب العراقي وتجميل صورتها من خلال طرح برامج سياسية تتماشى وتطلعات المواطن العراقي». وأضاف ان «هذه الخلايا تقدم الدعم لبعض الاكاديميين والوجهاء وشيوخ العشائر من المحسوبين على حزب البعث المنحل لكون وجوههم غير مألوفة للناخب العراقي». وتابع ان «تلك الجماعات تسعى للقيام بعمل ما ضد النظام السياسي الحالي فضلاً عن تنفيذ بعض الاعمال الارهابية»، مؤكداً ان «الاجهزة الاستخباراتية رفعت تقاريرها الخاصة بتلك الخلايا الى جهات عليا لاتخاذ التدابير وافشال تلك المخططات». وتابع: «لا يمكننا الكشف عن كل المعلومات التي بحوزتنا علناً لضمان نجاح الخطط المعدة لهذا الغرض». واستدرك: «يجب التنبيه الى ما يخطط له من خارج الحدود لا سيما قيادات وعناصر البعث». من جهته، حدد مصدر امني بعض نقاط تمركز خلايا تابعة ل «حزب البعث»، مؤكداً في اتصال مع «الحياة» ان «من بين اهم النقاط التي حددت على انها مصدر قلق ونقطة التقاء قيادات البعث بعناصرها هي أبو غريب وديالى فضلاً عن بعض المناطق التي تقع في قلب العاصمة بغداد لا يمكن الكشف عنها». وأضاف المصدر الذي شدد على عدم كشف هويته ان «تلك الخلايا استدرجت بعض الشخصيات المؤثرة في الاحياء أو المدن التي تتمركز فيها وأقنعتهم بالدخول في تحالفات معهم للمشاركة في الانتخابات النيابية بقوائم مستقلة». ولفت الى ان «انشغال تلك الخلايا بالتهيئة للانتخابات دفعهما الى وضع السلاح جانباً وفي شكل موقت في هذه المرحلة». لكن المصدر الأمني استدرك قائلاً ان «تحركات واجتماعات خلايا البعث تحت سيطرتنا، وهناك اجراءات سيتم اتخاذها سريعاً لكشفهم». من جانبه، حذر عضو لجنة الامن في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي من ان «الخلايا البعثية تحاول اعادة رسم المشهد السياسي في البلاد عبر الانتخابات المقبلة». وأوضح ل «الحياة» ان «تهافت الكتل الكبيرة على استقطاب اكبر عدد من القوائم الانتخابية والكيانات هيّأ الفرصة لتلك الخلايا لتشكيل قوائم انتخابية معد لها بعناية للانخراط ضمن تحالفات الكتل الكبيرة». وأضاف: «يجب إعادة النظر بهيكلة التحالفات والتدقيق بمرجعيات القوائم الانتخابية المنخرطة في تحالفات سياسية قد تكون مكشوفة». وتابع: «رفعنا توصياتنا بهذا الخصوص الى قيادة عمليات بغداد بعد تحديد اهم النقاط التي تتمركز فيها مثل تلك الخلايا المرصودة». على صعيد آخر، أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي تأجيل زيارته الى باريس التي كانت مقررة أمس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن بيان لمكتب الهاشمي «تأجيل الزيارة الى وقت آخر بموجب اتفاق بين مكتب الهاشمي والحكومة الفرنسية بعد ان كانت مقررة» الخميس، مشيراً الى ان السبب يتعلق «بتفاصيل جدول الزيارة». وأضاف: «من المؤمل ان يقوم الهاشمي بالزيارة في المستقبل القريب حيث يتداول الطرفان تحديد موعد مناسب لها».