شهد جبل نفوسة (الجبل الغربي) في ليبيا، موجة نزوح شملت عدداً كبيراً من العائلات، في ظل تصاعد حدة المعارك في مدنه، بين قوات «فجر ليبيا» من جهة، ومقاتلي مدينة الزنتان و «جيش القبائل» (ورشفانة) المتحالفين مع عملية «الكرامة» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود فصيلاً يطلق على نفسه اسم «الجيش الوطني». وسجل توافد نازحين من مدينة الزنتان بأعداد كبيرة بسياراتهم، الى تونس، عبر منفذ «وازن - ذهيبة»، وذلك تحسباً لأعمال انتقامية بعد تكشّف تفاصيل مجزرة ارتكبها مقاتلو الزنتان في مدينة ككلة المجاورة، اسفرت عن سقوط عشرات بين قتيل وجريح. كما سجل نزوح عدد كبير من العائلات من ككلة والقلعة ويفرن، الى العاصمة طرابلس حيث نقل عشرات من المصابين بجروح خطرة نتيجة قصف صاروخي شنّه الزنتان على ككلة قبل السيطرة عليها. وتحدثت قوات «فجر ليبيا» عن سقوط 35 قتيلاً في ككلة بين مدنيين و «ثوار»، من بينهم العقيد محمد بلقاسم وهو من أبرز القيادات العسكرية في المدينة. كما أُحصي دمار كبير في المباني والمنشآت العامة والخاصة. وأفادت مصادر مستشفيي غريان ويفرن انهما استقبلا 27 قتيلاً وأكثر من 80 جريحاً، نتيجة العمليات العسكرية في المنطقة. وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بأن اهالي مدينة القلعة بدأوا النزوح منها بعد تحذير تسلمه مجلسها البلدي من «غرفة العمليات العسكرية» التابعة ل «الكرامة» من مغبة إيواء مسلحين «إرهابيين» (في اشارة الى مقاتلي فجر ليبيا). وأفاد مراسل الوكالة بأن مسلحين من ابناء المدينة انتشروا في مداخلها لتأمينها، فيما واصلت قوات تابعة لما يعرف ب «جيش القبائل» ولواء «القعقاع» تمركزها في منطقتي الغنائمة والقواليش وقصفها مدينة ككلة بالصواريخ، كما افادت الوكالة. وأبلغت «الحياة» مصادر في «فجر ليبيا» امس، ان مجموعة من ثوار ككلة وغريان حاصروا قوات «جيش القبائل» من جهتين في محور الرابطة، وأجبروها على التراجع، وسحب حاجز كانت نصبته في مداخل المدينة الصغيرة التي تقع على تقاطع استراتيجي مهم. وقالت المصادر ذاتها، ان قوات «فجر ليبيا» عززت عملياتها العسكرية على محورين ل «تحرير الجبل بكامله»، فيما تقدمت «فرقة الاسناد الخاصة» من جنزور بكامل عتادها الى المنطقة وشاركت في هجوم مضاد على مقاتلي الزنتان و «جيش القبائل» لاستعادة السيطرة على ككلة وتطهير ضواحي منطقتي رأس اللفع وأبو شيبة اللتين كانتا مصدراً للقصف على ككلة. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) عن عضو المؤتمر الوطني عن ككلة والقلعة عبدالعزيز حريبة قوله إن «الهجوم الوحشي من جانب فلول ما يسمى بجيش القبائل على أهلنا الآمنين في ككلة وهم نيام، وترويع النساء والأطفال والشيوخ، تزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى طرابلس». وطالب الأممالمتحدة ب «تحمل مسؤولياتها كاملة تجاه هذا الهجوم الوحشي على المدنيين ودك البيوت فوق رؤوس ساكنيها وتهجيرهم». كما دان عضو المؤتمر الوطني عن مدينة غريان رمضان إنبية «الهجوم الغادر الذي نفذته فلول جيش القبائل على مدينة ككلة». وأكد استعداد مدينة غريان لاستقبال إخوانهم النازحين من المناطق المنكوبة وإيوائهم. ويعتبر جبل نفوسة معقلاً للأمازيغ الذين تساند غالبية شبابهم قوات «فجر ليبيا». في بنغازي، تواصلت الاشتباكات بين قوات حفتر ومقاتلي «مجلس شورى الثوار»، في محيط مطار بنينا الدولي ومنطقة بوهديمة التي شهدت مواجهات عنيفة امس. ونشرت جماعة «انصار الشريعة» المتحالفة مع المجلس، صوراً للقيادي فيها محمد الزهاوي في جبهة مطار بينيا لدحض أنباء عن اصابته في المعارك. ووجه «الجيش الوطني» بقيادة حفتر بياناً إلى شباب بنغازي طالبهم فيه ب «تأمين مناطقهم»، وب «ألا يسمحوا للخوارج (في اشارة الى المقاتلين الاسلاميين) بالرماية على آليات وأفراد الجيش عند دخولهم المدينة، ولا بالاختباء داخل الأحياء في حال مطاردتهم».