أكدت قوات «فجر ليبيا» سيطرة مقاتليها على منطقة أبو شيبة جنوب غربي طرابلس وتقدمهم نحو بئر الغنم المجاورة لاستعادتها من «جيش القبائل» المتحالف مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ونفت «فجر ليبيا» تقارير عن انسحابها من مناطق جنوبطرابلس وغربها او من جبل نفوسة (غرب)، وأعربت عن تريثها في التجاوب مع مبادرة الأممالمتحدة لوقف النار في المنطقة. في غضون ذلك، اصدرت اميركا وأربع دول اوروبية معنية بالأزمة الليبية بياناً مشتركاً دعت فيه إلى وقف العنف. وعبّر البيان الذي اصدرته حكومات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا عن «قلق» هذه الدول من هجمات متكررة لحفتر، ورأت انه «لا يمكن خوض قتال ضد المنظمات الإرهابية في شكل دائم الا من خلال قوات مسلحة نظامية تحت سيطرة سلطة مركزية». ودانت الدول الخمس «جرائم» تنظيم «أنصار الشريعة»، وأشارت الى ان «حرية ليبيا التي نالتها بشق الأنفس، ستكون في خطر إذا سمح للجماعات الإرهابية المحلية والدولية باستخدام ليبيا ملاذاً آمناً». لوحت الدول الخمس، في بيانها بفرض عقوبات على الأطراف المتورطة ب «تهديد سلام ليبيا واستقرارها وأمنها او بعرقلة او تقويض العملية السياسية» فيها ودانت «بشدة العنف الدائر في ليبيا» ودعت الى «وقف فوري للأعمال العدائية». ولفتت القوى الغربية الى انها «متفقة على ان لا حل عسكرياً للأزمة الليبية»، وأعربت « في شكل خاص عن انزعاجها من عدم احترام الأطراف دعوات وقف اطلاق النار». وأعلن المجلس البلدي في غريان (جنوبطرابلس) أن المجلس سيرجئ النظر في المبادرة المقدمة من الأممالمتحدة لوقف الاقتتال الدائر في جبل نفوسة. ونقلت «وكالة انباء التضامن» عن رئيس مكتب الإعلام في المجلس شكري بلاح، أن ابناء غريان الذين يُشاركون في الحرب في الجبل يُدافعون عن مدن ومناطق تتعرض لاعتداء من قبل ما يُعرف ب «جيش القبائل» مثل ككلة والقلعة. ولفت بلاح إلى أن «سرايا ثوار غريان» التابعة ل «فجر ليبيا» والقوة الرابعة ل «درع ليبيا» المتمركزة في المدينة، لم تُهاجم أي منطقة أو مدينة بل هي في موقف دفاع عمن يتعرض لأي اعتداء. يأتي ذلك في وقت قبلت مصادر في «فجر ليبيا» مبادرة بعثة الأممالمتحدة المقدمة الى مقاتلي غريان وككلة والزنتان لوقف الاقتتال في جبل نفوسة امس. كذلك نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) عن مصدر عسكري في «سرايا ثوار غريان» سيطرة قواتهم على محور ابوشيبة بالكامل. كما نقلت الوكالة عن الناطق الرسمي باسم «القوة الرابعة - درع ليبيا» عبد الجليل حفيظ، نفيه تقارير عن «انسحاب مزعوم» لقوات «فجر ليبيا» من بعض المحاور. وأكد حفيظ ان قوات «فجر ليبيا» تتقدم نحو منطقة بئر الغنم لتطهيرها من «جيش القبائل» المتحالف مع حفتر. وسيطرت «فجر ليبيا» على محور أبو شيبة بالكامل اول من امس، في أعقاب مكمن نصبته ل «جيش القبائل». وأفادت مصادر في مُستشفى غريان التعليمي بأنه استقبل 20 قتيلاً و45 جريحاً جرّاء الاشتباكات الدائرة في جبل نفوسة. وأفيد بأن معظم القتلى والجرحى من مدن غريان و ككلة والقلعة اللتين تتعرضان لقصف مستمر، هذا اضافة الى قتيل من كاباو وآخر من مزدة، سقطا خلال الاشتباكات. في بنغازي (شرق)، تمكّن فريق تابع ل «الهلال الأحمر» الليبي من إخراج 8 عائلات لأطقم تدريس أجنبية و13 فرداً كانوا عالقين في مساكنهم في جامعة قاريونس، إضافة إلى 9 أشخاص من الحرس الجامعي. ونقلت وكالة انباء «أجواء نت» عن مصادر المكتب الإعلامي لجمعية الهلال الأحمر، أنه تلقى عدداً من الرسائل من العائلات التي تطالب بإخراجها من الجامعة التي تقع في منطقة تشهد اشتباكات مسلحة منذ الأربعاء الماضي. على صعيد آخر، دانت المديرة العامة لمنظمة «اليونسكو» إيرينا بوكوفا الاعتداءات على عدد من المباني التراثية والمساجد في طرابلس في الفترة الماضية. وأكدت في بيان أن هذه الأعمال من شأنها أن تعمق جروح المجتمع الليبي الذي يناضل من أجل استعادة الحياة الطبيعية. وقالت بوكوفا إن أعمال السلب والنهب التي تنال الممتلكات الثقافية، فضلاً عن الاتجار غير المشروع بها «لا يمكن اعتبارها أعمالاً تخريبية منعزلة»، مشيدة بتطوع عدد من المواطنين للدفاع عن جامع «درغوت باشا» ما أجبر المعتدين على الفرار. ورأت بوكوفا أن تلك الأعمال تأتي «في سياق عام من الاعتداءات المتكررة والمقصودة التي يتعرض لها التراث الثقافي في ليبيا وفي أماكن أخرى»، داعية جميع الشركاء الوطنيين والدوليين إلى تعزيز تدابير الحماية واليقظة من أجل الحفاظ على التراث الثقافي في ليبيا.