استنكرت الأحزاب العربية في محافظة كركوك التدخل الإيراني في الشأن العراقي وطالبت الحكومة بالرد على تصريحات قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ورفضت «التصريحات الطائفية» لبعض مرشحي الكتل السياسية خلال حملتهم الانتخابية. وأعلن المجلس السياسي العربي الذي يمثل عشائر وأحزاب العرب في كركوك في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، رفضه «التصريحات والتدخلات الإيرانية في شؤون العراق الداخلية». وأكد أن «تصريحات قائد فيلق القدسالإيراني، قاسم سليماني الخاصة برفض أو قبول إيران ما يتعلق بالشأن السياسي والأمني مرفوضة فهي تدخل سافر في الشأن الخاص». وأضاف أن «العراقيين ليسوا في حاجة إلى وصاية إيرانية بعد أن اختاروا نهج التعددية والديموقراطية في إدارة شؤونهم الداخلية التي يفتقر إليها بلده (إيران) حيث تكبت الأصوات الحرة». واستغرب المجلس «صمت الحكومة والسياسيين وعدم الرد على هذه التصريحات الخطيرة». وكان سليماني قال في تصريحات نقلتها وكالة «فارس» قبل أيام أن «طهران لن تسمح بعودة العراق إلى ظروفه السابقة ما قبل ألفين وثلاثة وأن العملية السياسية الحالية ستستمر لأن العودة عنها أصبحت مستحيلة». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة وبعض الدول الإقليمية رمت بكل ثقلها لتعود بالعراق عبر القنوات القانونية بما فيها إجراء الانتخابات إلى ما كان عليه سابقاً لكنها فشلت لأن العراق لن يعود إلى الوراء مطلقاً». وزاد: «على العراقيين أن يعلموا أن لا دولة في العالم تدافع عن مصالح أهل السنة بقدر ما تدافع إيران عنهم وظروف العراق الراهنة ستستمر، ومن الاستحالة أن تعود إلى الخلف» . وكانت «القائمة العراقية» دانت في بيان هذه التصريحات واعتبرتها تدخلاً سافراً في الشان العراقي. إلى ذلك، ناشدت الأحزاب العربية في كركوك الناخبين في المحافظات الأخرى الإدلاء بأصواتهم في 20 من نيسان (أبريل) المقبل لانتخاب «الأكفاء والقيام بثورة التغيير بعيداً عن أي تمحور طائفي واصطفاف مذهبي»، أعلن مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في محافظة ديالى، تخصيص محطة انتخابية، وسط بعقوبة و51 صندوقاً انتخابياً موزعة في عموم الوحدات الإدارية لضمان مشاركة الأسر المهجرة داخل المحافظة السبت المقبل. في سياق متصل، طالبت «قائمة التآخي والتعايش الكردية» في ديالى، الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لموظفي الاقتراع بعد تلقيهم تهديدات من جماعات مسلحة تتوعدهم بالقتل في حال استمرارهم في العمل. وقال كريم حمه زنكنة، المرشح عن القائمة في بلدة جلولاء، ل «الحياة» إن «تهديدات وجهت عبر رسائل المحمول أو عبر رسائل مكتوبة حذرت موظفي الانتخابات من العمل في مراكز الاقتراع وقد أكدت ذلك اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة بعد الإشارة إلى وجود مخطط للتنظيمات الموالية للقاعدة لإفشال الانتخابات في المحافظة وأقضيتها». وأشار إلى أن «الاستعدادات الخاصة بتأمين أجواء انتخابية آمنة أصبحت معدومة بسبب ترك عدد من موظفي المفوضية عملهم حفاظاً على حياتهم، على رغم نية الناخبين من المكونات المختلفة في المشاركة الواسعة في الانتخابات». وكان مدير المفوضية في ديالى عامر لطيف نفى في بيان «تلقي استقالات رسمية من موظفي الانتخابات في ناحيتي السعدية وجلولاء»، على خلفية تهديدات مسلحين بقتلهم، في حين كشفت ناحية السعدية انسحاب 63 موظفاً من مراكز الاقتراع بينهم مديرو 4 مراكز بسبب تهديدات تلقوها من «دولة العراق الإسلامية». وكانت ديالى شهدت مقتل عدد من مرشحي «القائمة العراقية» أبرزهم رئيس قائمة «عراقية ديالى» نجم الحربي، إضافة إلى أربعة آخرين بينهم رئيس قائمة «عازمون على البناء» مثنى الجوراني و22 من مؤيدي القائمة بتفجير انتحاري.