بعد 3 أيام على تفجيري مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس اللذين اسفرا عن 3 قتلى وحوالى 180 جريحاً، افاد استطلاع للرأي بأن غالبية الأميركيين يرون أن التهديد الأكبر على السلامة العامة يأتي من أعمال عنف عشوائية يرتكبها مواطنون، وليس من الإرهاب الخارجي. تزامن ذلك مع رفض مجلس الشيوخ مشروع قانون لحظر بيع أسلحة نارية هجومية وأمشاط ذخيرة عالية القدرات استخدمت في حوادث إطلاق نار شهدتها الولاياتالمتحدة منذ تموز (يوليو) الماضي، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى في دار للسينما بكولورادو، ومعبد للسيخ في ويسكونسن، ومدرسة ابتدائية في كونيتيكت. ووصف الرئيس باراك اوباما قرار الكونغرس بأنه «يوم مخجل لواشنطن»، متعهداً مواصلة المعركة حتى النهاية. وكشف الاستطلاع قلق 56 في المئة من المستفتين من سلسلة الهجمات العشوائية التي ينفذها مواطنون، فيما رأى 32 في المئة منهم أن الإرهاب الخارجي لأشخاص غير أميركيين هو الخطر الأكبر، فيما أبدى 13 في المئة تخوفهم من الإرهاب ذي الدوافع السياسية أو الدينية الذي يرتكبه أميركيون. ولم يستبعد حوالى ثلثي المستفتين شن هجوم مماثل لبوسطن في منطقتهم، وقال 42 في المئة منهم إن «ما حصل في بوسطن أثار خوفهم على سلامتهم وسلامة أسرهم». وفي ثاني هزيمة كبيرة للرئيس باراك أوباما في جهوده لمكافحة العنف المسلح، رفض مجلس الشيوخ تعديلاً اقترحه السناتوران الجمهوري جو مانشين والديموقراطي بات تومي، لإعادة تطبيق إجراء اعتمد بين عامي 1994 و2004، ويقضي بحصول كل من يرغب في شراء قطعة سلاح عبر الإنترنت أو المعارض على صحيفة سوابق. وصوت 54 سيناتوراً لمصلحة القانون في مقابل معارضة 46 له بينهم 5 ديموقراطيين، في وقت احتاج إلى 60 صوتاً لتمريره، علماً أن مسودة التعديلات التي طرحت على مجلس الشيوخ تعتبر اقل طموحاً بكثير من المسودة الأصلية. وتلا ذلك تنديد اوباما بإحباط «أقلية» في مجلس الشيوخ تعديلاً «رئيساً» لإصلاح قوانين حيازة الأسلحة النارية، وقال: «بدلاً من دعم هذا التوافق، عمد لوبي الأسلحة وحلفاؤه إلى الكذب في شأن القانون، الذي مثل الاعتدال والمنطق». وأضاف في كلمة ألقاها في حديقة البيت الأبيض، وإلى جانبه ناجون وذوو ضحايا عمليات إطلاق نار: «بالفعل إنه يوم مخجل لواشنطن». وتعهد الرئيس، الذي لم يخف غضبه الكبير من فشل إقرار الإصلاح، مواصلة المعركة لإقرار الإصلاحات الموعودة، وقال «بالنسبة إليّ، هذه ليست سوى جولة أولى».