منح اهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» الحكومة اللبنانية مهلة يومين للحصول على معطيات جديدة بخصوص المفاوضات مع الخاطفين قبل اتّخاذ خطوات تصعيدية. وواصل الأهالي اعتصامهم لليوم السادس على التوالي في ساحة رياض الصلح على مقربة من السراي الكبيرة والبرلمان وهم ينتظرون أن يحمل هذا الأسبوع خبراً يرفع من وتيرة التطمينات التي تلقّوها خلال الأيام الماضية من المعنيين. ولفت والد الدركي محمد طالب، طلال إلى أنه «إذا لم يعطونا أي خبر فسنتّكل على الله في الشوارع وسنمنعهم من المجيء إلى هنا». ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق في بريتال أن «المطلوب اليوم الجرأة لاتخاذ قرار وطني جامع يطلق يد الجيش لاسترداد جرود عرسال واستئصال البؤر التكفيرية داخل لبنان. وأولوية التكفيريين اليوم استهداف الجيش داخل لبنان، ما يحتم على القوى السياسية والحزبية تأمين الغطاء السياسي». وكان أمين السر للمكتب الإداري ل «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ حسام الغالي، اطلع وزير الداخلية نهاد المشنوق على نشاط اللجنة العليا لمخيمات النازحين السوريين في عرسال والتي شكلت لضبط أمور النازحين. وأبدى الغالي في اتصال مع «الحياة» تفاؤله في شأن ملف العسكريين المخطوفين، مشيراً إلى ان «الهيئة تحاول المساعدة قدر المستطاع في قضايا تتعلق بالنازحين وتتواصل مع «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» لإطفاء إشكالات صغيرة، خصوصاً أن هناك أخباراً تصل الى الجهتين مشوهة للحقيقة على غرار ما حصل قبل ايام حين سقطت قنبلة مضيئة اطلقت في سماء عرسال على خيمة في احد مخيمات النازحين فاحترقت وتم تطويق النار إلا ان الخبر وصل إلى التنظيمين ان الجيش اطلق القنبلة على المخيم وحين اكدنا ان الخبر غير صحيح هدأت النفوس». ولفت الغالي الى «ان عدد النازحين السوريين في عرسال بدأ يتناقص بنسبة 25 في المئة، بعضهم عاد الى الاراضي السورية او الى الوديان وبعضهم اتجه الى عكار وبعضهم دخل سورية من الساحل بالاتفاق مع السلطات السورية». واكد ان اطلاق النار الذي سجل باتجاه الجيش قبل ايام لم ينطلق من المخيمات المنضبطة داخل عرسال بل من مخيم عشوائي خارج حاجز الجيش اللبناني عند مدخل المصيدة. درباس: على الدول المانحة مساعدتنا وكان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس اكد ان الحكومة ملتزمة إيواء النازحين السوريين وتقدم ما لديها من إمكانات لتأمين احتياجاتهم، لكنها تبقى عاجزة عن استيعابهم ما لم تبادر الدول المانحة الى مشاركة لبنان في تحمل الأعباء المترتبة على هذا النزوح. ولفت في مداخلة له أمام مؤتمر الدول المانحة استضافته الكويت أخيراً، الى أن الدول المضيفة للنازحين تعتبر في طليعة الدول المانحة، لأن هناك من يقدم الدعم المعنوي والإداري والمالي بينما يتحمل لبنان العبء الأكبر على رغم قلة إمكاناته بسبب أوضاعه الاقتصادية. وقال درباس إن لبنان يضع مصيره في هذه الشراكة من خلال استضافته النازحين، لكن ما العمل طالما أن الدول المانحة أو تلك المعنية بالحرب الدائرة في سورية تتحدث عن أن الأزمة طويلة وأن لا حل لها في المدى المنظور. وقال إن لبنان تقدم بمجموعة من المقترحات للحد من تأثير النزوح السوري في وضعه الداخلي وأن هناك حاجة لإيجاد مناطق آمنة داخل سورية لاسترداد العدد الأكبر الى دول الجوار، لكن هذه المناطق يجب أن تكون خاضعة لإشراف الأممالمتحدة. وحذر من لجوء الدول المانحة الى التكيف مع ملف النازحين، وقال إن هذا الأمر غير مقبول في لبنان، لأنه لا يستطيع أن يتحمل اللجوء لمدة طويلة، خصوصاً أن جميع الأطراف الدولية تتوقع أن يطول أمد الحرب في سورية. وأكد درباس أن مساحة لبنان 10452 كليومتراً مربعاً وهو يستضيف أكثر من مليوني نسمة من غير سكانه وبينهم نحو مليون ونصف مليون نازح سوري. ويفترض أن يشارك لبنان في مؤتمر للدول المانحة يعقد في برلين في 27 الجاري للدول المانحة.