تمكن الجيش اللبناني أمس من ضبط سيارة مفخخة في بلدة عرسال البقاعية، مجهزة بعبوة زنتها 100 كيلوغرام من المتفجرات، كانت معلومات وردت إلى مديرية المخابرات عن أنها أدخلت الى المنطقة لتفجيرها إما في عرسال أو في منطقة بقاعية أخرى. وتحمل السيارة لوحة سورية، وركنها سائقها على جانب الطريق من أجل تجنب المرور على حاجز إجباري للجيش، الذي كان اتخذ احتياطاته استناداً الى إخبارية بلغته في هذا الصدد. (للمزيد) وترافق اكتشاف السيارة المفخخة مع مزيد من الانفراجات في عمليات الخطف التي جرت جراء الانفعالات المتصلة بملف العسكريين المحتجزين لدى كل من «داعش» و «جبهة النصرة» وذبح الأولى الجنديين علي السيد وعباس مدلج، فأفرج خاطفو 3 مواطنين من بلدة عرسال عن اثنين منهم صباح أمس، وجرى تسليمهما إلى وجهاء بلدة عرسال برعاية رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، الذي طالب الدولة بتسريع إخلاء العسكريين المخطوفين. وقالت مصادر مطلعة إن المخطوف العرسالي الثالث موجود لدى إحدى عائلات أحد الجنود المحتجزين لدى «داعش». وتبذل فعاليات حزبية وبقاعية جهوداً من أجل إطلاقه. وقال الشيخ يزبك إن «حزب الله» وفعاليات المنطقة سيدعون إلى اجتماع اليوم من أجل الدعوة إلى عدم تكرار عمليات قطع الطرقات والخطف التي حصلت مطلع هذا الأسبوع نتيجة ردود الفعل على قتل «داعش» الجندي مدلج. وفيما واصل أهالي العسكريين المخطوفين من منطقة عكار اعتصامهم في خيمة نصبوها في ساحة الشهداء وسط بيروت، بقي همّ معالجة قضية النازحين السوريين المنتشرين في أنحاء لبنان كافة، خصوصاً في بلدة عرسال ومحيطها، الشغل الشاغل للحكومة، التي اجتمعت أمس للبحث في خطة أولية وضعتها اللجنة الوزارية المولجة ملف النازحين أول أمس، وتقضي بإقامة مخيمات تجريبية في بعض المناطق اللبنانية الحدودية مع سورية، ومنها المصنع في البقاع والعبودية في الشمال. وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس: «إن المشكلة هي أن عدد المخيمات الآن 1400 مخيم، وما زلنا نرفض إقامة مخيمات، أي أننا نأخذ كل مساوئ المخيمات من دون أخذ أي حسنة منها». وأوضح أنه «سيتم استخدام البيوت الجاهزة التركيب في المخيمات التجريبية، التي ستقام بحيث يمكن أن يأخذها اللاجئون معهم عندما يعودون إلى بلدهم». وأكد أن «المخيمات ستحسن ظروف معيشة اللاجئين وستطلب الدولة من عدد كبير منهم الانتقال إليها». وغلب الغموض على المفاوضات الجارية بين الحكومة وخاطفي العسكريين اللبنانيين عبر الوسيط القطري، ويفترض أن تتضح معالم المفاوضات أكثر بعد زيارة رئيس الحكومة تمام سلام قطر الأحد المقبل. وفي واشنطن، حيث عُقد مؤتمر دعم مسيحيي الشرق، التقى وفد بطاركة المنطقة يتقدمهم البطريرك الماروني بشارة الراعي مع مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض سوزان رايس وقدموا لها مذكرة حول أوضاع المسيحيين في المنطقة بفعل التطورات، لا سيما بعد سيطرة «داعش» على مناطق في العراق. وكان حصل إشكال ليل أول من أمس أثناء عشاء أقيم للمؤتمرين في مبنى الكونغرس الأميركي، حين ألقى السيناتور الأميركي اليميني الموالي لإسرائيل تيد كروز كلمة قال فيها: «نجتمع للدفاع عن المسيحيين وعن اليهود، والمسيحيون لن يجدوا حليفاً أفضل من إسرائيل». وتسبب كلامه بامتعاض الكثيرين من الحاضرين، وعلت الصيحات التي طالبته بالتوقف عن الكلام، فيما خرج من القاعة السفير اللبناني في واشنطن أنطوان شديد ووفد تيار «المستقبل» الذي يضم النائبين جان أوغاسبيان وعاطف مجدلاني، ومستشار الرئيس سعد الحريري غطاس خوري احتجاجاً، واضطر كروز لإنهاء خطابه بعد الاحتجاجات المستمرة على كلامه. كما خرج من القاعة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام، الذي رفض المشاركة في جلسة ملتبسة «استُغلت لإطلاق مواقف معادية للأنظمة والشعوب والعيش المشترك». وكان تخلل المؤتمر كلمات للبطاركة وجاليات مسيحية في أميركا. وطالب البطريرك الراعي المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات لتحرير القوى المحتلة من قبل «داعش» في سورية والعراق وتسهيل عودة النازحين إلى قراهم.