مضى أكثر من شهر من كتابة شكواي إليكم في هذه الصحيفة «15 نيسان (إبريل) 2013»، وطلبتُ منكم أن تعلموا موظفي «الخطوط السعودية» درساً في كيفية احترام الراكب، بعد أن رويتُ لكم ما فعلت بي «الخطوط السعودية»، إذ إني حجزتُ إلى الرياض في (27 شباط/ فبراير)، مقعدين في الدرجة الأولى، على الرحلة رقم «1032» يوم الأربعاء «14 آذار (مارس) 2013»، حجزاً مؤكداً، وصلتُ مطار الملك عبدالعزيز بجدة قبل الرحلة بثلاث ساعات، أردتُ أن أسحب بطاقة صعود الطائرة من خلال الخدمة الذاتية، ولكن الجهاز لم يقدم لي الخدمة، فذهبتُ إلى «كاونتر» الدرجة الأولى، وطلبت بطاقة صعود الطائرة، ارتبك الموظف الصغير، وحوّلني لموظف أكبر منه درجة، الذي قادني إلى «كاونتر» آخر، حتى أسمع الصاعقة، فقد قال لي الموظف: تم تغيير الطائرة، ولا يوجد مقاعد كافية للدرجة الأولى، فحولناك إلى الدرجة السياحية «الضيافة»!... في البداية، توقعت أن الأمر لا يخرج عن كونه «الكاميرا الخفية»، لأن أبسط درجة الإدارة وأتفهها، هي أن تتصل «الخطوط السعودية» بالراكب، لتحيطه علماً بهذا الأمر قبل وقت كافٍ لموعد الرحلة. وقلتُ لكم: إني سمعتُ كثيراً عن سوء المعاملة التي يتلقاها الركاب من خدمات «الخطوط السعودية» ، ولكن لم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من السوء، فمازلت أظن أمر تنزيل حجزي إلى الدرجة السياحية، وكنتُ أتمنى أن يستمر إحساسي بهذا الأمر إلى هذه الكيفية، لكنّ مديراً ما (أحتفظ باسمه لدواعٍ قانونية)، قال لي بطريقة تخلو من أي صيغة فيها الاعتذار، أو حتى مجرد الإحساس بالاعتذار: «غيّرنا الطيارة، وعملنا لك «داون غريد» وحنعطيك فاوتشر»، هكذا بكل ما تحمل الكلمة من عدم احترام الراكب... سألته، أليس من حقي أن تخبرني بتغيير حجزي لأتخذ القرار الذي يناسبني؟ وبمنتهى اللامبالاة، قال «تغيرت الطايرة قبل ساعة... ويا أخي لا تزعل مو لحالك... نزّلنا ثمانية مقاعد!»، حينها ثرتُ غضباً وحنقاً على هذا الأداء، ثمانية أفراد تحولت مقاعد حجزهم إلى الدرجة السياحية، من دون أدنى احترام للراكب، ومن دون أن تشعروهم بهذا الإجراء؟ وبعد مرور شهر، تقريباً، إلا أنني لم أرَ ولم أقرأ أي تجاوب منكم، هل هذا يعني أنكم موافقون على هذا التعامل؟ أو أنكم وقفتم حائرين دون الحل؟! أم أن أهمية الراكب واحترامه لا يعني لكم شيئاً؟ أو أن العلاقات العامة لديكم لا تعرف تشتغل بما هو مطلوب منها؟ أو أنكم لم تطلعوا على المقالة؟ أو لم يُطلعكم عليه سكرتاريتكم؟ وفي كل الأحوال، فإن أي مبرر لعدم تجاوبكم لما كتبته، يعني أن عدم اهتمام المدير بأمور «الخطوط السعودية» قد لا يكون مستغرباً، لأننا لم نجد تجاوباً منكم؟ لا يوجد أي مبرر يا رئيس مجلس الإدارة أن تصمت لأكثر من شهر على شكوى تقدم بها راكب سعودي.. حسناً، لو افترضنا أن هذا الراكب من النوعيات الأخرى، فهل سيكون الموقف نفسه؟! يا رئيس مجلس إدارة «الخطوط السعودية» ، كنتُ طلبتُ منكم أن تعطوا درساً لموظفي «الخطوط السعودية» عن كيفية احترام الراكب، ولكنك أعطيتني درساً قاسياً في عدم التجاوب، وأكدت لي، بما لا يدع مجالاً للشك، بأن «الخطوط السعودية» قد لا يصل إليها النجاح إطلاقاً! * كاتب سعودي.