ورد ذكر الفجل عبر التاريخ على ألسنة عدد من الشعراء والفلاسفة. وتشير الدلائل التاريخية إلى أن الصين هي بلده الأصلي، ومنها انتقل إلى بلدان البحر الأبيض المتوسط الشرقية قبل أن يجد دربه إلى أوروبا وغيرها. وعرف الفجل في اليونان القديمة، وكان أهلها يقدمونه قرابين للآلهة على أطباق من الذهب. وتشير الآثار الفرعونية إلى أن الفجل كان جزءاً من المنظومة الغذائية العامة، إلى جانب البصل والثوم، التي كانت تقدم للعبيد الذين كانوا يعملون في بناء الأهرامات. ينتمي الفجل إلى الخضروات الورقية الجذرية، وهناك أصناف كثيرة منه يصل عددها الى نحو 36 نوعاً، إلا أن أشهرها الفجل الأحمر، والفجل الأسود، والفجل الأبيض. ويحظى الفجل الأبيض بسمعة طيبة كونه من المقبلات الشهية، وهو يعتبر من الأغذية النباتية المهمة نظراً الى احتوائه على عناصر تساهم في ترميم خلايا الجسم وبنائها. وللفجل الأبيض الصفات الآتية: - غني بالفيتامين سي المفيد في تقوية العظام وفي الوقاية من الرشح ومن داء الإسقربوط. وإلى جانب الفيتامين سي هناك باقة من الفيتامينات من أهمها فيتامينات المجموعة ب ( خصوصاً ب9، ب3، ب6)، والكاروتين. - احتواؤه على نسبة جيدة من الحديد الضروري لصنع كريات الدم الحمر، ولذا يوصى به للمرضى المصابين بفقر الدم . - احتواؤه على أربعة معادن أخرى نافعة للجلد والشعر، وهي اليود، والكبريت، والفوسفور، والمغنيزيوم. - فقير جداً بالطاقة، فمئة غرام منه تعطي 16 سعرة حرارية، من هنا على المصابين بالسمنة والراغبين في الحفاظ على القد المياس أن يضعوه في الصف الأول على جدول المأكولات المستهلكة يومياً. - يضم كمية لا بأس بها من الألياف الغذائية المفيدة في تنشيط عمل الجهاز الهضمي وفي خفض مستوى الكوليسترول السيئ في الدم. - يوجد بين ثناياه ترسانة ممتازة من مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من هجمات الجذور الكيماوية الحرة، وبالتالي من أفعالها الشريرة المسؤولة عن اندلاع عدد من الأمراض الخطيرة من بينها السرطان وداء الخرف الشيخي والأمراض القلبية الوعائية. - يحتوي على مادة تدعى ايسوثيوسياتاتس، تعمل على الحد من نشاط أنزيم متهم بأنه وراء تشكل الطبقة الجيرية على الأسنان. - غني ببعض المواد التي تساهم في إذابة الشحوم الفائضة في الجسم والتخلص منها خصوصاً تلك التي تتشكل في منطقة الأرداف. - يزخر ببعض المركبات التي تعمل على تمييع الدم، ما يساهم في الوقاية من الجلطات القلبية والدماغية القاتلة. وكي نحصل على أكبر فائدة من الفجل الأبيض، فإنه ينصح بأكله طازجاً قدر الإمكان، والحذر من تقطيعه وتركه لفترة طويلة قبل استهلاكه لأن هذا السلوك يحد من فوائده.