بعد قرابة ثلاثة أعوام على إعلان كلية الهندسة في جامعة الملك سعود عن أول سيارة سعودية تصميماً وتصنيعاً بمسمى «غزال»، وغموض في شأن ما آل إليه مصيرها، أقدمت الكلية على إطلاق طائرة صغيرة، كانت مهمة طلبتها ومنسوبيها تجميع قطعها، إلا أن الكلية نوّهت بأن هذه الطائرة لا تخرج عن الإطار التعليمي في الوقت الحالي. وأوضح المشرف على نادي الطيران في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود عبدالحكيم الماجد، أن النادي أكمل العمل على تجميع طائرة خفيفة قادرة على التحليق إلى ارتفاع يصل ل14 ألف قدم وإلى مسافة 700 كيلومتر، مع استيعابها لراكبين، مشيراً إلى أنها صمّمت لهدف تعليمي، ويتم إطلاقها والتعريف بمواصفاتها اليوم في مبنى الجامعة. وقال الماجد ل«الحياة»: «قام النادي ممثلاً بمنسوبي وطلاب قسم الهندسة الميكانيكية بتجميع طائرة خفيفة لديها قدرة التحليق على ارتفاع 14 ألف قدم، وحمل راكبين، والطائرة هي الأولى من نوعها التي يتم تجميعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. وتهدف هذه المبادرة إلى بث ونشر ثقافة التصنيع والابتكار واستفادة طلاب الجامعة من ذلك، إضافة إلى درس مكونات الطائرة ومعرفة أسلوب تصميمها الخارجي وطرق إنشاء هيكلها، وعمل خطة مستقبلية لتطوير وتصميم نموذج طائرة جديد يناسب الاستخدامات المطلوبة محلياً والظروف الطبيعية للمملكة من مناخ وتضاريس». وحول التوجّه إلى أسلوب التجميع بدلاً من التصميم ذكر أن تصميم طائرة جديدة يحتاج إلى اعتماد من هيئات الطيران المحلية والعالمية، إضافة إلى أن تصنيع قطع بتصاميم جديدة سيكون مكلفاً، لافتاً إلى أن الاتجاه إلى التصميم متاح في حال رغبة مستثمرين في تسويق طائرة محلية للقطاعات الحكومية والصناعية. وأضاف أنه بعد موافقة إدارة الجامعة على خطوة التجميع، تم الاتفاق مع إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الطائرات لشراء طائرة معدة للتركيب لتجميعها داخل الجامعة، ووقع الاختيار على طائرة خفيفة تُستخدم للتدريب وذات محرّك مروحي كلفته 250 ألف ريال، منوّهاً بأن هذا النوع من الطائرات يعد نموذجاً مناسباً للتعرف على أساسيات بناء الطائرات ودرسها، لافتاً إلى أن عمليات التجميع والبناء انطلقت مع بداية العام الدراسي الحالي، فيما اكتملت الأجنحة والهيكل بعد 6 أشهر، وبعد فترة اكتملت بقية الأجزاء في شكلها النهائي وتابع: «تم البحث عن طيار اختبار ليقوم بتجربة الطائرة، ونظراً لشروط هيئة الطيران المدني التي تلزم بأن يقوم بتجربة الطائرة طيار متخصص يحمل رخصة طيار اختبار، استغرق ذلك بعض الوقت لإيجاد طيار اختبار يستطيع القيام بتجربة الطائرة، حتى تمّ الاتفاق مع أحدهم بعد اكتمال جميع الالتزامات المطلوبة، ومع نهاية العام الهجري الماضي تم اختبار الطائرة وتكلل العمل بالنجاح، علماً أن الجامعة قامت بتجهيز مدرج خاص لها في المنطقة المقابلة لكلية الهندسة».