يبدو أن خريطة الرغبات لدى المستجدين تشهد مخاض تغيير لافت، إذ تظهر آخر الإحصاءات الصادرة عن وكالة وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات عزوف المستجدين في الجامعات والكليات المحلية عن الالتحاق بمجالات الدراسات الإنسانية والفنون والصحة والخدمات الاجتماعية، بينما تشهد التخصصات الأخرى نمواً بمعدلات متباينة. وأظهرت الأعوام الخمسة الأخيرة إقبالاً لافتاً على مهنة التعليم، من خلال ارتفاع عدد الملتحقين بتخصصات «التربية» بنسبة نمو تتجاوز 143 في المئة، خصوصاً من الإناث، في حين كانت نسبة الارتفاع بين الذكور 41 في المئة. وكان من المثير للانتباه إقبال المستجدات على تخصص الزراعة، إذ نمت أعدادهن بشكل مفاجئ بنسبة 187 في المئة، لكن نسبة النمو الأكبر بالنسبة إلى الإناث كانت في مجالات الهندسة والصناعات الإنتاجية والبناء، بمعدل قارب الخمسة أضعاف (496 في المئة)، في مقابل 77.8 في المئة للذكور. وظهر جلياً توجه المستجدين من الذكور إلى العلوم الاجتماعية والأعمال التجارية والقانون، بنسبة نمو بلغت نحو 134 في المئة، في مقابل 27.3 في المئة للإناث، لتكون نسبة النمو الكلي في هذه المجالات 80.9 في المئة. وبينما استمر النمو في الالتحاق بمجال العلوم من الجنسين، بدا واضحاً اهتمام الذكور أكثر بهذا النوع من التخصصات بنمو وصل إلى 32.5 في المئة، في مقابل 1.4 في المئة. كذلك كان الأمر بالنسبة إلى مجال الخدمات، إذ بلغت نسبة النمو 68.7 في المئة، في حين لم تسجل النساء في هذا المجال، أو لم تتح لهن فرص كافية. في المقابل، انخفض الإقبال على تخصصات الدراسات الإنسانية والفنون من كلا الجنسين بنمو كلي سالب بلغ 33.1 في المئة، ومثلها كانت تخصصات الصحة والخدمات الاجتماعية، إذ سجلت انخفاضاً سالباً يقدر ب11 في المئة. وبعيداً عن التخصصات التقليدية كان إقبال المستجدين من الجنسين، إذ بلغ معدل الالتحاق بما يسمى تخصصات «غير معروفة» أو «غير محددة» ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل خمسة أعوام.