قال وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن الأسير سامر العيساوي «رفض بشدة» أخيراً عرضاً إسرائيلياً بالإبعاد إلى أي دولة أوروبية. وأضاف قراقع أن العيساوي، المهدد بالموت نتبجة تنفيذه إضراباً عن الطعام منذ آب (أغسطس) الفائت «لا يريد تكرار تجربة مبعدي كنيسة المهد الذين خرجوا بضمانات أوروبية وحتى الآن لم يعودوا» إلى بيوتهم وذويهم. واعتبر قراقع أن العرض الإسرائيلي «لا يحمل أي جديد سوى أن إسرائيل لجأت إلى طرف ثالث هو الاتحاد الأوروبي ليقدم العرض نفسه الذي قدمته إسرائيل قبل ثلاثة أشهر». وكانت إسرائيل أبعدت 13 فلسطينياً إلى دول أوروبية و26 إلى قطاع غزة في أيار (مايو) 2002، بعدما حاصرتهم أسابيع عدة في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وأشار قراقع في تصريحات إذاعية أمس إلى أن «الأسرى شرعوا في خوض إضرابات جزئية عن الطعام تضامناً مع العيساوي، ومطالبة بتحسين ظروف حياتهم». ولفت إلى أن الأسرى «أبلغوا مصلحة السجون خلال لقاءات عُقدت بينهم أنه في حال لم يتم حل قضية العيساوي والاستجابة لمطالبهم حتى 17 الجاري (يوم الأسير الفلسطيني)، فإنهم سيشرعون في خطوات احتجاجية واسعة تشمل الإضراب المفتوح عن الطعام». وأوضح أن طبيبة العيساوي في مستشفى «كابلان» الإسرائيلي أفادت بأنه «يعاني من ضعف شديد في عضلات القلب ويمكن أن يفارق الحياة في أية لحظة، بخاصة أنه بدأ يشعر بالاختناق بسبب وجود مياه على الرئتين، ويتنفس بمساعدة أنبوب أوكسجين». وأوضح قراقع أن «الجانب الإسرائيلي رفض العروض الإيجابية كافة، بينها الإفراج عن العيساوي إلى رام الله لوقت معين على أن يتم إرساله إلى أوروبا لبضعة أشهر لتلقي علاج طبي على أن يعود». واعلن مسؤول إسرائيلي الجمعة أنه يمكن «إطلاق العيساوي» على الفور في حال وافق على الانتقال للإقامة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن إسرائيل عرضت على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة استقبال العيساوي. وكان العيساوي اعتقل 2002 وحكم عليه بالسجن 26 سنة لنشاطاته العسكرية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأطلق سراحه عام 2011 في إطار صفقة تبادل أسرى فلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت. إلا أنه اعتقل مجدداً في تموز (يوليو) 2012 لأنه خرج من القدسالشرقية إلى الضفة الغربية. إلى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إن 11 سجيناً أصيبوا في حريق اندلع فجر أمس في سجن «أوهلي كيدار» جنوب مدينة بئر السبع في صحراء النقب، من دون معرفة الأسباب. اعتقال متعاونين على صعيد آخر، نقلت وكالة «فرانس برس» عن إسلام شهوان الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس» في غزة أن «أجهزة الأمن في غزة اعتقلت منذ يوم الجمعة عدداً من العملاء مع الاحتلال الإسرائيلي وذلك بعد انتهاء الحملة ضد التخابر» من دون أن يحدد عددهم، موضحاً أن عدداً من المتعاونين مع إسرائيل «سلموا أنفسهم خلال الحملة». من جهة ثانية، ذكر مصدر أمني فضل عدم ذكر اسمه أن «عدداً (لم يحدده) من المتخابرين مع الاحتلال الصهيوني هربوا من قطاع غزة عبر الحدود (بين القطاع وإسرائيل) بينهم اثنان هربا الجمعة عبر الحدود في شمال قطاع غزة». وأعلنت داخلية حكومة «حماس» الخميس انتهاء مهلة استمرت لشهر قامت خلالها بمنح مهل للمتخابرين مع إسرائيل لتسليم أنفسهم.