واصلت الطائرات السورية تنفيذ طلعات إستطلاعية فوق المناطق الحدودية اللبنانية والتي كانت بدأها قبل نحو أسبوع، وتحولت الى نشاط يومي يتم فيها تصوير المناطق الحدودية اللبنانية قبل قصفها بحسب شهود عيان. وليل أول من أمس، قصفت مروحية عسكرية سورية منطقة العجرم التي تربط عرسال بالمناطق السورية بالقذائف والقنابل العنقودية. وتعتبر طريق العجرم الوحيدة التي يستعملها النازحون والمهربون، فضلاً عن كونها الطريق الرئيسية لنقل الجرحى من سورية الى لبنان للعلاج. وأفاد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي «الحياة» بأن الطائرات السورية تحلق في شكل دائم فوق هذه المنطقة تحديداً، وتطلق صواريخ في اتجاهها، غير أنها لم تستهدف أي قافلة للنازحين ولا حتى بيوتاً ومصانع موجودة في المكان. وأوضح أنه صودف خلال قصف الطائرات السورية منطقة العجرم ليل أول من أمس مرور قافلة تقل عدداً من الجرحى السوريين، وكانت في انتظارهم ثلاث سيارات للصليب الاحمر اللبناني متوقفة بعد حاجز الجيش اللبناني في البلدة وذلك كما جرت العادة منعاً لحصول اي اشكالات. وأضاف فليطي أن تزامن القصف مع مرور القافلة دفع الاهالي الى الاعتقاد بأن الجرحى سقطوا نتيجة القصف، غير أن الحقيقة أن القصف لم يستهدف القافلة. وأكدت مصادر ل «الحياة» ان الجرحى أكدوا للاطباء انهم اصيبوا في القصف في سورية. وكان الجرحى الذين تم ادخالهم عبر منطقة عرسال بدلاً من القاع التي تشهد تواجداً لعناصر ومناصرين ل «حزب الله» نقلوا الى مستشفيين في شتورا وجب جنين، وأن سيدة بين المصابين توفيت قبل نقلها الى سيارة الاسعاف متأثرة بجراحها. كما قصفت المروحيات السورية بقذائف ال «ميغ» منطقة المال وهي منطقة صناعية فيها عدد من العمال. عرسال والخطف في غضون ذلك، تضاربت الانباء حول مصير المخطوف حسين كامل جعفر الى سورية أمس بعدما ذكر ان خاطفيه تسلموا فدية مالية نقلها اليهم وفد من أهالي عرسال في منطقة يبرود السورية. على ان ينقل الى عرسال لتسليمه الى مخابرات الجيش اللبناني، تمهيداً لاطلاق مخطوفي عرسال من قبل آل جعفر. وكان رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أكد ل «الحياة» أن ملف المخطوفين من عرسال ومن آل جعفر يشهد خواتيمه السعيدة جراء المساعي المتعددة الاطراف. وأفادت مصادر «الحياة» بأن خاطفي جعفر طلبوا فدية قيمتها 150 الف دولار اميركي، وأن الاهالي نجحوا حتى عصر اول من امس من جمع مبلغ 125 الف دولار، غير ان انزعاج بعض الاشخاص في عرسال ومناطق اخرى من الخواتيم السعيدة لعملية الخطف، ادى الى تدخلهم اول من امس لعرقلة الموضوع، اذ بدأوا على الفور محاولات لتنشيط عمليات الخطف، فحاولوا خطف محمد راية، وأطلقوا النار في اتجاهه غير انه لم يصب ولجأ الى حاجز الجيش الموجود في المنطقة، ثم خطفوا محمد اسماعيل عودة من بلدة اللبوة، ما ادى الى حال احتقان في صفوف اهالي عرسال الذين خطفوا 7 من آل جعفر. وأكدت مصادر من عرسال ان لا دليل على ضلوع حسين الحجيري (متهم بعمليات خطف عدة منها خطف الاستونيين السبعة) بعملية خطف شبان من آل جعفر، لكنها أعلنت ان الاكيد ان المفاوضات تجري من منطقة ريما في يبرود السورية، وان الاشخاص الخاطفين يستخدمون الهاتف الخليوي نفسه حيث يتحدث عبره أكثر من شخص لكن لم يتم التأكيد من أن الحجيري هو واحد من المتحدثين. تحرك اهالي مخطوفي اعزاز وفي اطار ملف الخطف، نفذ أهالي المخطوفين اللبنانيين في بلدة اعزاز السورية امس تحركاً في ساحة الشهداء في وسط بيروت أمس، داعين الى مقاطعة المصالح التركية في لبنان. ووزع المشاركون مناشير على المارة والسيارات كتب عليها: «قاطع تركيا. تحرير ابنائنا عبر مقاطعة تركيا وكل منتجاتها. انت تقاطع، انت تحرر»، و «قاطع تركيا. بذلك تعيد هؤلاء المظلومين الى وطنهم والاتراك الى رشدهم بدل ان يعودوا عثمانيين جدداً ويعيدوا معهم الماضي بكل مآسيه». وطالب المحتجون الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف رسمي من تركيا، داعين الى طرد السفير التركي وإقفال السفارة ومقاطعة البضائع التركية. وقالت مسؤولة حملة «بدر الكبرى» حياة عوالي أنه «اذا لم تقم الدولة بذلك فنحن سنقفل السفارة بأجسادنا، لأن الزمن التركي لن يعود»، وأضافت: «خياراتنا واضحة، بدأنا بتوزيع المنشورات على امل ان يدعمنا الشعب اللبناني، ثم سنتوجه الى الخطوط الجوية التركية ونمنع هبوط الطائرات التركية في لبنان». واتخذت القوى الامنية إجراءات مشددة أمام مكاتب الخطوط الجوية التركية والمركز الثقافي التركي في منطقة اللعازارية تلافياً لاعتداء اهالي المخطوفين عليهما.