ترتفع أسعار صهريج الماء، ويتزايد عليها خاطفو الشاحنات التائهة عن عملائها الذين تقدموا بطلبهم نهاراً وأدركهم النوم ليلاً بعد انتظار ساعات طويلة، وفي تلك اللحظات يكون الصهريج من نصيب أشخاص آخرين يزايدون على شرائه من سائقه الذي يكون الرابح الأول من سلسلة التأخير الدائم، وخلق الجشع في تلك الاثناء. يقول سائق الصهريج باكستاني الجنسية (فضل عدم ذكر اسمه) إنه في الوقت الراهن تختفي فرصة بيع الصهريج بالسعر الحُر، إلا في حالة عدم رد العميل على اتصاله، في حال تم صرف الصهريج له في وقت متأخر من الليل، يتم بيع الصهريج بعد ذلك بسعر منافس، خصوصاً في الأحياء البعيدة عن مقر الشيب، لافتاً إلى أن السعر لا يزيد على 150 ريالاً من سعره الأصلي 133 ريالاً، ويضطر البعض إلى دفع أكثر من ذلك في سبيل الحصول على الماء. ويفضل سائق الصهريج (إفريقي الجنسية) العمل ليلاً كون الفترة الليلية هي الأوفر حظاً في الفوز بالتحكم في رفع سعر الصهريج ،إذ إن غالبية العملاء لا يطيقون السهر ليلاً خصوصاً بعد الواحدة ليلاً، وهناك يفضل العميل الشراء بأي سعر يفرضه وغالباً ما يصل إلى 200 ريال. وأضاف سائق صهريج الماء شيخ رحماني: «أنام ما يقارب الخمس ساعات في اليوم لمعاودة العمل إلى شاحنتي، وما أستفيده من المال 133 ريالاً فقط، يتم دفع جزء يسير منه إلى إدارة الأشياب والبقية يأخذه مالك الصهريج وهو المستثمر، والأزمة ربما هي خير لنا وشر لكم، ولكن إن لم تكن هناك أزمة ستتوقف سياراتنا ويتم الاستغناء عني وعن غيري من قائدي شاحنات الماء».