استقر رأي الباحث طارق المبارك على وجود المشروع التغريبي ولكنه نفى النوايا الكيدية التي تقف وراءه. وقال: «نعم هناك مشروعي تغريبي، ولكن الذي تقوده العولمة، وليست عصابة مستترة كما يحاول أن يوهمنا البعض، العولمة بكثافة الاتصال و التأثر المتبادل اليومي نقلتنا إلى نمط جديد من العيش، أمر لا يمكن التحكم في معدلات التغير فيه». وأضاف المبارك: «أبدو صادماً في هذا، ولكن هذا الأمر لابد من قوله: إن من يفكر في هذه القضية من خلال هذه المصطلحات « التغريب و التحصين» يجب أن ينتبه إلى أنها مداخل للتفكير كانت تنتمي لفترة من تاريخ العالم، إذ يمكن التحكم بالتأثر المتبادل بين الناس علي وجه المعمورة في شكل كبير. الآن الوضع مختلف جذرياً حيث التأثير المعرفي والإعلامي لا يقف بوجه اندفاعه شيء، وهو ما يعني بالأخير أن سلوك الإنسان أصبح يتحدد من داخله بأكثر من خارجه «من قناعاته وخياراته وليس بالضبط الخارجي». وختم حديثه بالقول: «إن بعض المثقفين حين نتحدث عن تحولات تسببها العولمة في حال المرأة، وبخاصة في سلطة الرجل عليها، تقفز إلى ذهنه مباشرة أنماط مما يعتبره تفسخاً، والسبب في ذلك عدم ثقته الحقيقية في أن الحمولة المعرفية والتربوية للمرأة ستؤدي إلى ما يعتبره احتشاماً واستقامة.. وهذا يعود بنا إلى أن الإنسان أمامه أن ينافح عن أفكاره وقيمه ليختارها الأفراد إن أرادوا، ويربوا أطفالهم عليها، لا أن يقيم علاقة تسلطية تقل جدواها مع مرور الوقت، وتخالف اعتبار الإنسان مخلوقا مكرماً حراً فيما يختار».