أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الميليشيات المسلحة الليبية لم تعد التحدي الرئيسي للحكومة في طرابلس ومجرد تهديد للأمن، لكنها أصبحت أيضاً "تستنزف خزائن الدولة من عوائد الصادرات النفطية". وذكرت الصحيفة أن "الرواتب التي يحصل عليها عشرات الآلاف من الثوار المسلحين بعد دمجهم في القوات المسلحة والشرطة الليبية، ساهمت في تضخم فاتورة رواتب القطاع العام لهذه السنة وصولاً إلى 16 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من ضعف الميزانية المخصصة لموظفي القطاع، خلال حكم نظام الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي، والبالغة 6.6 مليار دولار". وأضافت إن "رواتب القطاع العام شكّلت 31% من إنفاق الحكومة الليبية في الميزانية، التي صدق عليها المؤتمر الوطني العام الشهر الماضي، وقرر أيضاً تخصيص 15 مليار دولار للإنفاق على البنية التحتية". وكتبت الصحيفة أن "الميليشيات المسلحة تكاثرت في ليبيا منذ قيام الثورة، ما جعل السلطات تكافح لوضعها تحت السيطرة، حتى أنها تعتمد عليها للحفاظ على الأمن في بعض المناطق، وسد الفراغ الذي تركه تفكك قوات الجيش والشرطة التابعة لنظام القذافي". وقال حاكم البنك المركزي الليبي صادق عمر الكبير ل"فايننشال تايمز" إن "الزيادة في الرواتب تعود جزئياً إلى دمج الثوار في القوات المسلحة والشرطة، وزيادة رواتب موظفي القطاع العام بعد سقوط نظام القذافي عام 2011". وأضاف الكبير إن "القذافي قام خلال الأشهر الأخيرة له في السلطة بزيادة رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرته لشراء ولائهم، وكان لا بد من رفع رواتب الموظفين في المناطق الأخرى من البلاد بعد سقوطه".