أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثات أمس في الدوحة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في شأن التطورات على الساحة الفلسطينية، لا سيما مبادرة السلام العربية، ويحتمل حصول لقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في العاصمة القطرية. يأتي ذلك فيما يلتقي عضو المكتب السياسي ل «حماس» ورئيس وفدها في الحوار الوطني موسى أبو مرزوق، عضوَ اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد في القاهرة لاستئناف الحوار حول ملفات المصالحة، وعلى رأسها الانتخابات والحكومة. وجاء اجتماع عباس مع أمير قطر، الذي شارك فيه أيضاً رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، غداة اجتماع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية في الدوحة، حيث أطلع عباس الوزراء العرب أعضاء اللجنة على التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية واتصالاته الأخيرة مع الإدارة الأميركية. ويتزامن وجود محمود عباس في العاصمة القطرية مع وصول مشعل اليها في وقت متأخر من ليل الإثنين. وأفاد مصدر مرافق لمشعل أن «لقاء محتملاً قد يتم بين أبو مازن وخالد مشعل في العاصمة القطرية في وقت لاحق» الثلثاء. الى ذلك، وصل إلى القاهرة أمس عزام الأحمد للاجتماع مع موسى أبو مرزوق لاستئناف الحوار حول ملفات المصالحة الفلسطينية، وعلى رأسها ملفا الانتخابات والحكومة. وقال أبو مرزوق ل «الحياة» إن «حماس لا تتحمل مسؤولية تعطيل المصالحة»، مشيراً إلى أن الرئاسة الفلسطينية استجابت للطلب الأميركي بعدم عقد لقاءات مع الحركة (حماس) قبيل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى المنطقة، كي لا ينعكس ذلك سلباً على أجواء زيارته، لافتاً إلى أن «الأميركيين نصحوا الرئاسة أيضاً بعدم عقد لقاءات معنا إلا بعد أن تستجيب حماس لشروط الرباعية»، معرباً عن أمله بألاّ تجد هذه الدعوة الأميركية آذاناً صاغية. ونفى أبو مرزوق ما يتردد عن تعليق المصالحة إلى حين إنهاء «حماس» انتخاباتها الداخلية، مؤكداً أن ذلك الأمر ليس له علاقة إطلاقاً بتعطيل المصالحة، موضحاً أن هناك «قراراً داخل حماس بإنجاز المصالحة باعتبارها مصلحة وطنية عليا تجب مواصلة المساعي والعمل على تحقيقها بغض النظر عمن سيقود الحركة». ورأى أبو مرزوق أن «ملف الحكومة يجب أن تكون له الأولوية باعتباره الأهم، بل هو عنوان للمصالحة، لأنه يعكس وحدة المؤسسات السياسية الفلسطينية»، مضيفاً أن «الرئيس الفلسطنيي محمود عباس متمسك بضرورة إنجاز إلانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس التشريعي بشكل متزامن»، لافتاً إلى أن «ذلك يحتاج إلى مزيد من الوقت والبحث لأن الانتخابات ستعقد في غزة والضفة والخارج». وأوضح أن هناك «ضرورة لمعالجة قضايا أساسية حتى يمكن إنجاز الانتخابات، مثل إقرار قانون الانتخابات الخاص بالمجلس الوطني، ومسألة الانتخابات في القدس»، مضيفاً أنه «يجب العمل أولاً على تهيئة الأجواء الإيجابية في غزة والضفة معاً، حتى يمكن إجراء الانتخابات»، مشدداً على ضرورة وقف الاعتقال السياسي والسماح بحرية العمل وممارسة الدعاية وضمان الحريات بشكل عام. ورفض أبو مرزوق اتهامات السلطة الفلسطينية ل «حماس» بأنها تسعى إلى المشاركة في القرار الفلسطيني بشكل يمس التمثيل الفلسطيني، وقال إنه «لا أحد ينافس أبو مازن على الرئاسة، فهو الرئيس، ونحن لم نخدش هذا التمثيل إطلاقاً»، موضحاً أن «حماس» لم تكن على علم بالدعوة التي اقترحها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة عربية مصغرة لإتمام المصالحة الفلسطينية، وأن «ترحيبنا بها من منطلق شكره على حرصه على التوافق الوطني وإنجاز المصالحة»، وأضاف: «لقد عقدت قبل ذلك قمة مكة ولم يتم التوقف عندها، فلماذا الآن يتم تناول مثل هذه الأمور الشكلية بهذه الحساسية؟»، معتبراً ذلك بأنه «بمثابة هروب من المصالحة».