أدّى الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان امس، القسم الدستوري لولاية رئاسية ثانية خلال جلسة خاصة للجمعية الوطنية (البرلمان) الأرمينية. وقال سركيسيان في خطاب خلال مراسم أداء القسم: «أعتبر التنمية الاقتصادية في البلاد هي أكبر أولية في السنوات الخمس المقبلة»، معتبراً أن «حزمة كبيرة من المشكلات التي تواجهها البلاد تنصبّ في هذه الخانة». وأضاف: «أريد أن أسلّط الضوء على أهم 3 مشكلات، هي الهجرة، والبطالة، والفقر»، معتبراً أن «حل هذه المشكلات يمكن إيجاده في الحقل عينه». وأكّد أن «الاقتصاد الفعّال هو أداة نجاحنا». ولفت إلى أن «الأولوية الثانية هي إنفاذ حكم القانون»، مشيراً إلى أن «المساواة بين الجميع أمام القانون هو شرط أساسي لتطوّرنا الاقتصادي والسياسي». وتابع أن «تعميق الديموقراطية هي الأولوية الثالثة»، مؤكداً أن «المقارنة بين وضع البلاد منذ 5 سنوات ووضعها الحالي سيظهر تقدّماً في مجال حرية التعبير، والإعلام، والتجمّع، واحترافية المنظمات غير المدنية والمجتمع المدني بشكل عام». وتعهد ب «عدم الاكتفاء بهذه الإنجازات»، مشيراً إلى «أننا سنصل، بعد 5 سنوات، إلى ديموقراطية مختلفة نوعياً، وأكثر تطوراً بكثير». وأضاف: «أنني لن أحقق ذلك لوحدي، بل سنقوم بذلك سوياً». ولفت إلى أن «القهر والعنف والإرهاب والحرب هي تصوّر أخصامنا عن الواقع»، معتبراً أن «هذا التصور، الذي يحاولون فرضه على شعوبهم، يحاولون فرضه علينا». وأضاف: «نحن رفضنا هذه الأفكار ولن نقبلها أبداً». وأشار إلى «أننا نولّد واقعاً مختلفاً، متمثلاً كما قلت، بالنمو الاقتصادي، وحكم القانون، وتعزيز الديموقراطية»، معتبراً أن «كلمة أرمينيا يجب أن ترتبط بهذه الأفكار». وأضاف: «عرضنا على جيراننا سلاماً مشرّفاً، مبنياً على القيم الإنسانية العالمية»، غير أنه أشار إلى أن «تجربة السنوات الأخيرة أظهرت أنهم غير جاهزين لقبول العرض». واعتبر سركيسيان أن جزءاً من الناخبين بتصويتهم لمرشحين آخرين «بعثوا برسالة واضحة إلى السلطات، وهي المطالبة بعمل أكثر فعالية»، مؤكداً أن «الرسائل التي أرادوا إيصالها وصلت فعلاً». وأضاف: «اليوم، من خلال أدائي هذا القسم، توليت مسؤولية كبيرة، وهي مسؤولية كنت مدركاً لها خلال السنوات ال5 الماضية». وأكّد أنه «منذ هذه اللحظة، أتعهّد بتقييم هذا الشرف عالياً». ورأى أنه «بالنسبة إلى أي رئيس، تحتوي الولاية الثانية على حسنات، غير أنها تتضمن مصاعب أيضاً»، موضحاً أن «الحسنة الأهم هي الخبرة المكتسبة التي تحتل أهمية كبيرة في هذا المنصب». وأشار إلى أن «المصاعب الإضافية تتعلق بازدياد التوقعات والمطالب لدى الشعب»، مؤكداً «أنني سأقوم بما في وسعي لتحقيق هذه التوقعات وتلبية هذه المطالب». وكانت لجنة الانتخابات المركزية في أرمينيا، أعلنت في 19 شباط (فبراير) الماضي، عن فوز الرئيس الأرميني الحالي سيرج سركسيان بولاية رئاسية ثانية مدّتها 5 سنوات.