جدد الرئيس بشار الاسد التأكيد على استعداد سورية ل «لعب دور» لاقامة علاقات طبيعية بين تركيا وارمينيا بما يخدم الامن والاستقرار في المنطقة. وكان الرئيس الاسد يتحدث في مؤتمر صحافي مع الرئيس الارميني سيرج سركسيان عقد بعد جلسة محادثات في دمشق، ضمن الزيارة التي يقوم بها سركسيان رداً على زيارة الرئيس الاسد الى يريفان منتصف العام الماضي. وتضمنت المحادثات امس جلستين، واحدة ثنائية، واخرى موسعة بعد مراسم استقبال رسمية. ومن المقرر ان يلقي اليوم محاضرة عن العلاقات الثنائية، قبل لقائه رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الابرش ورئيس الوزراء محمد ناجي عطري. ويرافق سركسيان وزراء الخارجية والثقافة والمغتربين والزراعة، اذ سيجرى توقيع عشرة اتفاقات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية. كما سيزور سركسيان مدينتي حلب ودير الزور شمال البلاد وشرقها. وجرى التأكيد امس على ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة لتنفيذ الاتفاقات الموقعة وتطوير العلاقات الاقتصادية، اضافة الى بحث الاوضاع في منطقتي الشرق الاوسط والقوقاز. وقال الاسد في المؤتمر الصحافي: «الاوضاع في منطقتي الشرق الاوسط والقوقاز كانت محور محادثاتنا، خصوصاً الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام المتوقفة، اذ نرى ونسمع كل يوم تهديداً بالحرب بدلاً من الحرب من اجل السلام، ومقابلة اسرائيل لدعوات السلام بالمزيد من الحصار وبناء المستوطنات، الامر الذي ينذر بعواقب خطرة»، مضيفاً انه استمع من نظيره الارميني الى «عرض لآخر تطورات الوضع في القوقاز، واكد ضرورة العمل لتجاوز جميع الخلافات بين ارمينيا وتركيا، واعتماد مبدأ الحوار بين البلدين للاستمرار في مسيرة بناء الثقة». وبعدما قال ان قرار سركسيان «السير باتجاه العلاقات مع تركيا كان قراراً شجاعاً مستنداً الى نظرة بعيدة»، جدد الرئيس الاسد «استعداد سورية للعب دور في ايجاد الارضية المشتركة لبناء علاقات ارمينية - تركية طبيعية تخدم امن المنطقة واستقرارها». وقال الاسد رداً على سؤال انه استمع من نظيره الارميني الى تصوراته عن كيفية تطبيع العلاقات بين انقرة ويريفان «منطلقين في ذلك من حرصنا الكبير على ارمينيا والشعب الارميني، ليس فقط في ارمينيا وانما في الدول الاخرى، وايضاً للعلاقة الانسانية التي تربط بيننا وبين الشعب الارميني عموماً، ومنطلقين ايضاً من العلاقات الجيدة التي تتطور في شكل متسارع مع تركيا»، قائلاً: «نعتقد ان حل اي مشكلة مهما كانت معقدة يجب ان يكون بيد ابنائها اولاً وجيرانها او ابناء المنطقة، ثانياً لأن التدخل الاجنبي اثبت عبر العقود وربما القرون الماضية انه دائماً يعقد المشاكل وفي المحصلة او النهاية لا يؤدي الى حل». وأضاف: «الرئيس ساركسيان والمسؤولون في ارمينيا يثقون بنياتنا الطيبة تجاههم، لذلك سنتحرك مباشرة في هذا الاتجاه بعد ان لمسنا التشجيع من سركسيان بهذا الاتجاه. على كل الاحوال، ان القرار الذي اتخذه سركسيان قرار شجاع، وفيه مصاعب كثيرة لكن قرر السير به، ويجب ان ينجح».