أكد المدير التنفيذي لمركز أحمد باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية زيد الفضيل، أن سقف الأهداف التي يتبناها المركز ليس مرتفعاً، موضحاً أنه كلما ارتفع سقف الأهداف كلما ارتفع سقف الأداء. وقال الفضيل في حوار مع «الحياة» إن الدعم المعنوي والمادي واستغلال طاقات الشباب وأيضاً تشجيع الكوادر الثقافية عامة من أهم العوامل المساعدة في تنشيط الحراك الثقافي، وبخاصة في جدة. واعترف بوجود خشية من أن يتحول المركز إلى مجرد حاضن لفعاليات ثقافية، مؤكداً العمل بتخطيط لتلافي ذلك وجعل المركز فاعلاً بشكل أكثر إيجابية. تم اختيارك مديراً تنفيذياً لمركز أحمد باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية، الذي تمت الموافقة عليه قبل مدة قصيرة، هل تعتقد أن هذا المركز سيملأ فراغاً في المشهد الثقافي والإعلامي؟ - المركز سيكون له دوره في تنمية المشروع الثقافي بالصورة التي تجب، وسيعمل بما سيقدمه من برامج ثقافية وإعلامية على سد بعض الفراغ ضمن إطار مشهدنا الثقافي بوجه عام، وهو طموح يسعى المركز بتخطيط لتحقيقه مستقبلاً. عصب كل مؤسسة هو المال، يبدو هنا لا مشكلة سيعانيها مركز باديب، كون الأخير مقتدر مالياً وصاحب مبادرات في التبرع وتبني الجوائز، لكن السؤال هو كيف سيتم استثمار هذه الإمكانات في إنجاز فعاليات نوعية ولا تكرر أخرى مماثلة لها تضطلع بها مؤسسات أخرى؟ - كان حرصنا كأعضاء وإدارة تنفيذية أن نكون متفردين قدر إمكاننا في برامجنا التي سنعمل على تقديمها بعد موافقة الوزارة على ذلك. ولهذا قدمنا للوزير برنامجنا بشكل دقيق، الذي حرصنا فيه على أن يكون مميزاً من خلال طبيعة الملتقيات، وشكل ونظام الجوائز، التي لم يسبقنا بها أحد كما أتصور، من حيث أن الجائزة ستنقسم إلى جزء مادي وآخر معنوي يكمن في تنظيم وتقديم دورة متقدمة للفائز في أهم معهد متخصص في فنه الذي فاز فيه على حساب المركز. تبدو الأهداف التي طرحها المركز كبيرة وسقفها عالٍ، ألا توجد هنا أية مبالغة أو قفز على الواقع؟ - في إيماني أنه كلما ارتفع سقف الأهداف كلما ارتفع سقف الأداء، على أن أهدافنا ليست مرتفعة كما يتصور البعض، وكلها في يقيني من الأمور المتاحة، إذا توافر أمران: أولهما الموافقة من الجهات المعنية، والإرادة والتخطيط الجيد من إدارة المركز. ولا ننسى أن شعارنا هو «الثقافة أخلاق وعمل، وقيمة وسلوك». مدينة جدة شاسعة ومليئة بالرموز في مجالات كثيرة، كيف يمكنكم الإفادة من هؤلاء، في تفعيل المركز؟ - حتما سيسعى المركز إلى تفعيل مختلف الكفاءات الثقافية والمعرفية والإعلامية، ولهذا كان الحرص على أن تضم الهيئة الاستشارية العليا للمركز عديداً من النخب في مختلف مجالات المعرفة، ولكل منهم دوره في تنمية الحياة الثقافية والمعرفية بوجه عام. بالتأكيد تأخذون في الاعتبار الانتقادات التي توجه للمؤسسات الثقافية التي تتبع وزارة الثقافة، فهل هناك خطة لتلافي الإخفاقات التي واجهتها الأندية الأدبية أو سواها من مؤسسات الوزارة؟ - مشر وعنا الثقافي والمعرفي مختلف من حيث التنفيذ والآليات عن مشروع بعض الأندية الأدبية، ودعيني أقول بكل صراحة إنا هدفنا منذ البدء تحقيق هدف ورؤية الوزير التي أعلنها فور توليه مقاليد الوزارة، وهي تأسيس المراكز الثقافية التي تجتمع في كنفها مختلف مجالات المعرفة والإبداعات الفنية. من هذا المنطلق سارت إدارة المركز وبموافقة الهيئة الاستشارية العليا لتجسيد هذه الرؤية، فكان برنامجنا شاملاً لمختلف المجالات الثقافية والفنية، كإقرار تنظيم ملتقى لتنمية القراءة والتعبير الكتابي، وملتقى للفنون البصرية، وملتقى للفنون الشعبية، وملتقى للموسيقى، وآخر للمسرح، وأخيراً ملتقى للعروض المرئية المتعلقة بالأفلام التسجيلية والوثائقية. وكما تلاحظين فقد جمعنا عمل قطاعين من قطاعات الوزارة وهما النادي الأدبي والجمعية السعودية للثقافة والفنون. ومع ذلك فنحن مؤمنون بأن من يعمل سيخطئ، وأن العبرة ليست في ارتكاب أي خطأ، ولكن في الإصرار عليه وعدم الاستفادة من آراء ونصائح وتوجيهات الآخرين. ولهذا فنحن عازمون على مراجعة أنفسنا بشكل دوري وتصحيح ما يجب تصحيحه بناء على قياسات متخصصة في هذا الأمر. ما الذي سيختلف به مركز باديب عن بقية المراكز الأهلية، مثل مركز حمد الجاسر أو سواه، أو عن الصوالين الثقافية؟ - كما تلاحظين فإن مركزنا قد شمل النطاق المعرفي وهو عمل مركز حمد الجاسر على سبيل المثال، وأضاف عليه الاهتمام بالشأن الثقافي والفني والإعلامي في صورته العملية، من خلال تنظيم الملتقيات، وهو جهد كبير لا يعرف صعوبته ومشاقه إلا من يكابده. ناهيك عن اهتمامه بتنظيم عديد من الدورات المتقدمة في المسرح وغيره. وشكل ونظام جوائزه المقررة. هناك خشية من أن يتحول المركز إلى مجرد حاضن أو منظم للفعاليات الثقافية، ما رأيك؟ - لا أنفي وجود هذه الخشية، لكننا سنعمل بتخطيطنا على تلافي ذلك، وأن نجعل المركز فاعلاً بشكل أكثر إيجابية من خلال دعمه للمبادرات الشبابية وتنظيمه للدورات التطويرية والتأهيلية، ودعمه لعديد من الدراسات المعرفية في إطار توجه المركز ونشاطه. والحكم يكون بعد البدء، ونحن كإدارة تنفيذية لدينا القابلية من الآن للمراجعة والتصحيح والتقويم. باديب يرعى ويتبني جوائز أدبية مرموقة، فهل ستكون للمركز جوائزه الخاصة؟ - نعم فقد أقر المركز عدداً من الجوائز وبشكل ونظام مختلف عن السائد، إذ وإيماناً من المركز بأهمية استثمار الجائزة بالشكل المناسب، وبما يحقق الفائدة المرجوة، ويكون له انعكاسه الإيجابي على المشهد الثقافي بالدرجة الأولى، فقد أقرت الهيئة العليا للمركز أن تنقسم الجائزة إلى قسمين: أحدهما مادي ممثل بالمبلغ المالي الذي يتسلمه الفائز بالجائزة، والقسم الآخر معنوي يتمثل في ترتيب التحاق الفائز بدورة متخصصة متقدمة في أحد معاهد التدريب العالمي على حساب المركز ونفقته. وبذلك تحقق الجائزة وفق تصور المركز هدفها من تكثيف التراكم المعرفي وتعزيز الخبرة ضمن إطار مشهدنا الثقافي بوجه عام. وفي هذا الإطار جرى الاتفاق على أن تكون الجائزة باسم «مركز أحمد باديب ل...»، على أن تعطى اسماً فرعياً في كل دورة، تكريماً لأحد الرواد أو الشخصيات الفاعلة في المشهد. كأن نقول: جائزة مركز أحمد باديب للأدب، دورة الرائد محمد حسن عواد. جائزة مركز أحمد باديب للموسيقى، دورة الموسيقار حامد عمر. جائزة مركز أحمد باديب للمسرح، دورة الرائد الشيخ أحمد السباعي. هل هناك نصيب للشباب والمثقفين الشباب في هذا المركز؟ - يهتم المركز بدعم مختلف المبادرات الشبابية وتنمية قدرات أصحابها في مختلف المسارات الثقافية والفنية والمعرفية، وذلك من خلال التكفل بتنظيم ورش عمل ودورات متنوعة في مختلف مجالات الفنون، كالمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والفنون البصرية، سواء فن تشكيلي أو تصوير فوتوغرافي أو في جماليات ومهارات الخط العربي. كما يهتم المركز بدعم إصدار عدد من العروض المرئية التسجيلية والوثائقية التي من شأنها توثيق الموروث الشعبي من أهازيج ورقصات وحكايات شفهية. إلى غير ذلك من الأفكار الجادة التي يمكن أن تخدم المشهد الثقافي وتصون موروثه المعرفي.