في ظل مخاوف كبيرة من سقوط محافظة الأنبار في أيدي تنظيم «داعش» خلال أيام، رفضت الكتل السنّية في البرلمان العراقي، أمس، المواقفة على أي تدخل بري للقوات الأميركية لمقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية». وفيما اعتبر مجلس محافظة الأنبار أن ذلك الرفض يعني «سقوط المحافظة بيد التنظيم قريباً»، أكد «التيار الصدري» أنه سيسحب مقاتليه من معركة قتال «داعش» في «حال تدخل القوات الأميركية في المعركة براً». وكان مجلس محافظة الأنبار أعلن، أول من أمس، الطلب من البرلمان «الموافقة على نشر قوات دولية برية لغرض تحرير الأنبار من تنظيم «داعش» وتدريب وتأهيل القوات الأمنية والحرس الوطني». وأكد رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت في تصريح إلى «الحياة» أمس، أن «عدم سقوط الانبار بيد «داعش» يتطلب تدخلاً عسكرياً كبيراً يستطيع الوقوف بوجه الآلة العسكرية الضخمة التي يمتلكها التنظيم الارهابي»، مشيراً إلى أن «طلب دخول قوات أميركية برية إلى العراق يأتي بعد أكثر من عشرة أشهر على قتال «داعش» من قبل العشائر من دون وجود إسناد حقيقي قادر على تحرير المحافظة». وأشار إلى أن «هناك أكثر من مليون نازح من محافظة الانبار، ومئات آلاف المحاصرين، ومئات القتلى والجرحى، ولا نرى مبرراً لمن يريد الوقوف بوجه تحرير المحافظة من الإرهاب، وإن كان عن طريق القوات الأميركية التي لا نجد بديلاً عنها في الوقت الحاضر». ولفت رئيس مجلس الأنبار إلى أنه في انتظار «مواقفة الحكومة المركزية على طلب التدخل الأميركي، بأسرع وقت ممكن حتى لا تكون الأنبار موصل ثانية، ويكون الهدف التالي هو العاصمة». وكانت الحكومة العراقية جددت أمس رفضها التدخل البري للقوات الأجنبية، وقال وزير الخارجية إبراهيم الجعفري إن العراق «لن يسمح بوجود قواعد عسكرية أو قوات برية أجنبية على أراضيه»، مشيراً إلى أن «بغداد طالبت بدعم دول الجوار بحكم الوضع الأمني»، كما شدد على أن «هناك فارقاً بين المطالبة والارتهان». من جهته، قال النائب عن ائتلاف «متحدون» رعد الدهلكي ل «الحياة» إن كتلته «لم تتخذ موقفاً رسمياً من طلب مجلس محافظة الأنبار، لكن معظم النواب يرفضون وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية، ونعتقد أن ذلك يعني إعادة الإحتلال من جديد». وأشار الدهلكي إلى أن «طلب مجلس محافظة الانبار تدخل القوات الأميركية براً، جاء بعد أن ضعفت قوات العشائر بسبب نقص الدعم والتجهيز، وعلى الحكومة المركزية والتحالف الدولي مساندتها بأسرع وقت ممكن حتى لا تتفاقم الأمور». واعتبر رئيس كتلة «الحل» المنضوية في اتحاد القوى السنّية جمال الكربولي «دعوة مجلس الأنبار للقوات الأميركية إلى التدخل في محافظة الأنبار لصد «داعش» تجاوزاً للمهام القانونية والدستورية وإخلالاً بسيادة العراق»، مؤكداً في بيان أصدره أن «تحرير محافظة الأنبار يقع على عاتق أبنائها وعشائرها بالتكاتف مع قواتنا المسلحة، ولا نقبل تحت أي ذريعة أن تحرر محافظتنا قوات أجنبية». من جهته، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنه سيسحب مقاتليه من المعركة في حال تدخل القوات الأميركية البرية. وقال في بيان: «يجب أن يعلم الجميع أن تواجد القوات الغازية وقيامها بالأعمال العسكرية داخل أراضي العراق وسمائه يستدعي منا عدم التدخل في تلك الحرب».