في سيناريو لا يختلف كثيراً عن الطريقة التي سيطر بها تنظيم «داعش» على الموصل، والصدمة التي أثارها، نجح التنظيم في مد سيطرته على مناطق جديدة في محافظة الأنبار، خصوصاً في مدينة الرمادي التي غادرتها القوات الحكومية للتمركز في جنوبها حيث قاعدة «الحبانية» العسكرية. في غضون ذلك، حذّر وزير الدفاع الأميركي السابق، ليون بانيتا، من أن القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيكون صعباً وقد يستغرق ثلاثين سنة. ولام الرئيس باراك أوباما لقراره سحب كل القوات الأميركية من العراق وتردده في دعم المعارضة السورية. وبعد أيام على محاصرة بلدة حديثة (شمال الرمادي) التي ما زالت تحت سيطرة القوات الحكومية العراقية مدعومة بعشائر، تمكّن مقاتلو «داعش»، من السيطرة على بلدات هيت وكبيسة وصولاً إلى مدينة الرمادي التي روى شهود أن معظم أحيائها بات تحت سيطرة التنظيم. وأكدوا أن القوات العراقية المتمركزة في المدينة انسحبت منها من دون قتال، بينما تقدم مقاتلو «داعش» إلى مناطق أخرى جنوب شرقي الفلوجة، وسيطروا على قرى في ضواحي بلدة الكرمة التي كانت تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية وقوات العشائر. وقالت مصادر أمنية في المحافظة أمس إن عناصر من «داعش» حاولوا اقتحام الرمادي من جانبها الغربي، واندلعت اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات من الفرقة الثامنة التابعة للجيش. أما رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، فاعتبر أمس أن «الأنبار وصلت إلى طريق مسدود بسبب ضعف الإمدادات لأبناء العشائر والشرطة، من قبل الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي». وحذر من احتمال أن يكون سقوط الأنبار بيد «داعش» مقدمة لسقوط بغداد، خصوصاً مع الإمكانات التسليحية التي حصل عليها التنظيم من القوات العراقية المنسحبة. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «يو أس إيه توداي» قال الوزير الأميركي السابق ليون بانيتا: «أعتقد بأن الحرب ستستمر نحو 30 عاماً وقد يمتد تهديد التنظيم المتطرف (داعش) إلى اليمن وليبيا ونيجيريا والصومال». وعمل بانيتا في إدارة أوباما ولام قراراته خلال السنوات الثلاث الماضية. ورأى أن أوباما لم يضغط على الحكومة العراقية كفاية لتسمح ببقاء قوة أميركية في العراق، بعد انسحاب القوات القتالية عام 2011، ما سبَّب «فراغاً». وكرر أن أوباما رفض نصيحة قدّمها له وقدّمتها أيضاً وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عام 2012 للبدء بتسليح المعارضة السورية. وأضاف: «وضعنا ربما كان أفضل لو أن بعض العناصر المعتدلة في قوات المعارضة استطاعت مواجهة (الرئيس بشار) الأسد». وأشار إلى أن أمام أوباما الآن فرصة «لإصلاح الأضرار» من خلال إظهار القيادة بعد أن «ضل طريقه» في القتال ضد تنظيم «داعش» الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسورية. وكان «داعش» الذي يسيطر على معظم مدن الأنبار أعلن الشهر الماضي تقسيم الأنبار إلى ولايتين، إحداهما أطلق عليها «ولاية الفرات» وتضم مدينتي القائم العراقية والبوكمال السورية، والثانية حملت اسم ولاية الأنبار. وتتوقع مصادر في مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها التنظيم منذ بداية السنة، إعلان الفلوجة ولاية جديدة. وكانت عمليات قصف نفّذها التحالف الدولي في منطقة هيت مساء أول من أمس أوقعت عدداً من القتلى في صفوف مسلّحي «داعش».