تفاوتت تأثيرات التغييرات المناخية التي شهدتها المنطقة الشرقية على حركة التنقل. فبينما أوقف ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام ملاحة السفن منه وإليه، وكذلك فعل حرس الحدود مع قوارب الصيد والنزهة، لم تتأثر الحركة في مطار الملك فهد الدولي في الدمام، وإن استقبل المطار رحلات محولة من مطارات دول الخليج المجاورة. وشهدت رحلتا قطار تأخيراً، وسجلت إدارة المرور في الشرقية 212 حادثة «بسيطة»، 11 منها خلّفت إصابات تراوحت بين «البسيطة» و«متوسطة الخطورة». فيما أسفرت حادثتان أمس عن حالتي وفاة بحسب مدير مرور الشرقية العميد عبدالرحمن الشنبري. وأوقف ميناء الملك عبدالعزيز حركة الملاحة نحو تسع ساعات إثر «تدني مستوى الرؤية الأفقية» بحسب ما أكده مصدر في الميناء الذي كشف عن «إيقاف 5 رحلات كانت منطلقة من الميناء وإليه، وذلك بدءاً من ال11 من مساء الجمعة، وحتى ال8 من صباح السبت، إذ تمّ استئناف حركة الملاحة بعد تحسن الأجواء، مؤكداً أن «الحركة عادت إلى طبيعتها في الميناء». واستقبل مطار الملك فهد الدولي في الدمام مساء أول من أمس رحلة كانت متجهة إلى مطار الدوحة، إلا أن الظروف الجوية أجبرتها على الهبوط في مطار الدمام، لنحو ساعتين ونصف الساعة، ثم استأنفت رحلتها إلى قطر بحسب ما ذكرته مصادر في المطار. فيما سجلت إحدى الرحلات القادمة من ألمانيا تأخراً في الوصول لنحو ساعة ونصف الساعة، بعد أن قرر قائدها الهبوط في مطار البحرين، ومن ثم التوجه إلى مطار الدمام. وأوضحت المصادر أن «حركة الطيران لم تسجل تأخيراً بسبب الظروف الجوية، خصوصاً المغادرة منها»، مشيرةً إلى أن «المطار في حال استعداد مستمر للتعامل مع الرحلات والمسافرين، في حال تسببت الظروف الجوية في أي تأخير». بدوره، قال المتحدث باسم حرس الحدود في الشرقية العقيد بحري خالد العرقوبي: «إن عدداً بسيطاً من البحارة أبدوا رغبتهم في الإبحار، إلا أن القيادة منعتهم والمتنزهين على حد سواء. فيما قام بعضهم بالاتصال بمراكز الإبحار للسؤال عن إمكان النزول إلى البحر، وتمّ إخبارهم بأن المنع لا زال قائماً»، مضيفاً «أصبح وعي البحارة حول خطر الإبحار في هذه الأجواء أكبر». وأوضح العرقوبي، أن «عدد مراسي الإبحار يبلغ 20 على مستوى المنطقة، ينطلق منها 5 إلى 6 آلاف قارب صيد ونزهة يومياً، ويتفاوت عدد التصاريح بسبب وضع الطقس»، مضيفاً «نحن على تواصل مستمر مع الأرصاد الجوية للوقوف على أوضاع الطقس». وقال المتحدث باسم المؤسسة العامة للخطوط الحديدية محمد أبو زيد في تصريح إلى «الحياة»: «إن كل رحلات القطارات من الدمام للرياض تحركت في مواعيدها المحددة سلفاً، فيما حصل تأخير في قطار رقم 1 مدة 42 دقيقة، وقطار رقم 2 تأخر 40 دقيقة، بسبب تدني مستوى الرؤية في بعض المناطق بين الهفوفوالرياض»، موضحاً أن «طواقم القطارات يعرفون المناطق التي تزحف فيها الرمال إلى الخط الحديدي، وهم مطالبون بتخفيف السرعة، وهو ما أدى إلى وقوع التأخير». واعتبر أبو زيد، القطارات من الوسائل «الأكثر أماناً وكفاءة عند سوء الأحوال الجوية، فالقطار يمشي في مسار محدد وآمن، ولدينا وسائل سلامة متطورة جداً، وهناك معايير دولية معتمدة في حال حركة الرياح الشديدة». وذكر أن «معدل عدد الركاب في الأيام العادية يتراوح بين 3 آلاف و3500 راكب. ويتراوح في العطل بين 4 آلاف و5 آلاف. وهناك شريحة كبيرة من الركاب من طلبة الجامعات والكليات والمعاهد في الرياض والأحساء، إضافة إلى هيئة التدريس». «الأرصاد»: التقلبات الجوية تستمر شهراً على معظم المناطق فيما شهدت أجواء مدينة الرياض موجة من الغبار والأتربة التي صاحبت رياحاً نشطة هاجمت العاصمة خلال اليومين الماضيين، أوضح المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن تقلبات الأجواء تستمر نحو شهر على المناطق الوسطى والشمالية والشرقية، بسبب الرياح النشطة المثيرة للأتربة، بينما المرتفعات الجبلية تشهد تكوّن السحب الممطرة. وقال القحطاني ل«الحياة»: «حذّرت الرئاسة في شكل واضح من التقلبات الجوية للأتربة التي تتسبب في شبه انعدام الرؤية، ويجب الانتباه وأخذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات بسبب المرحلة الانتقالية لدخول فصل الربيع، التي من المتوقع تكررها حتى نهاية 22 حزيران (يونيو) المقبل»، ولفت إلى أن سرعة الرياح في المنطقة الشرقية أمس وصلت إلى (85) كيلومتراً في الساعة، مع رياح مثيرة للأتربة، وتنعدم الرؤية حتى متر واحد، وفي مدينة الرياض بلغت (65) كيلومتراً في الساعة. وأشار إلى أن الرئاسة لديها خطة متبعة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، من خلال اتباع نظم للإعلان عن آلية التعامل مع الظاهرة الجوية تسمى «الإنذار المبكر»، ويوجد فيه عدد من المراحل تتمثل في المراقبة والتنبيه والتحذير، كما أن هناك أكثر من (16) إدارة حكومية معنية بالتعاون إدارياً مع أحوال الطقس