ألما آتا – أ ب، رويترز، أ ف ب – عَكَسَ اليوم الأول من جولة المحادثات في ألما آتا عاصمة كازاخستان أمس، بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، تبايناً بين الجانبين، إذ أعلنت طهران أنها قدّمت «اقتراحات محددة» اعتبرها الغرب مجرد «إعادة صوغ» لطروحات قديمة، مجدداً طلبه «جواباً واضحاً وملموساً» على أفكاره. وأجرت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، جلسة محادثات في ألما آتا أواخر شباط (فبراير) الماضي، طرحت خلالها الدول الست عرضاً جديداً، ينصّ على أن «تجمّد» إيران التخصيب بنسبة 20 في المئة، بدل «وقفه»، في مقابل تخفيف عقوبات على تجارة الذهب وقطاع البتروكيماويات. وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن اقتراح الدول الست تضمّن أيضاً تقليص التخصيب في منشأة فردو المحصنة، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بنصب كاميرات في المنشأة. في المقابل، تعهدت الدول الست تزويد إيران وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة، يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، وسماح الولاياتالمتحدة بتصدير قطع غيار للطائرات المدنية الإيرانية. ورأس الوفد الإيراني أمس، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، فيما قادت وفد الدول الست وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وقال علي باقري، مساعد جليلي، إن إيران قدّمت خلال الجلسة الأولى أمس، «خطة واقتراحات محددة، لبدء تعاون جديد، في إطار خطة شاملة طرحتها خلال جولة موسكو» التي أجريت في حزيران (يونيو) الماضي. وأضاف أن «إيران ركّزت على ثلاثة محاور: بدء العملية، وفحواها ونتائجها النهائية». أما عباس عرقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، فأكد وجوب «رفع العقوبات» على بلاده، «خلال مسار المحادثات مع الدول الست»، محذراً من أن إيران «لن تواصل المحادثات، إن لم يتحقق ذلك». وعلّق ديبلوماسي غربي على المحادثات، قائلاً إن الوفد الإيراني لم يقدّم «جواباً واضحاً وملموساً على اقتراح» طرحته الدول الست خلال الجولة السابقة في ألما آتا. وزاد: «نحن في حيرة بعض الشيء من وصف الإيرانيين لما قدّموه» خلال المحادثات. واعتبر اقتراحات طهران مجرد «إعادة صوغ» لما عرضوه السنة الماضية، ولم يسفر عن اتفاق. وأشار سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن المحادثات «تسير بصعوبة»، مضيفاً أن ردّ إيران على اقتراحات الدول الست، «أثار مزيداً من التساؤلات». وقبل ساعات من بدء جولة ألما آتا، قال مايكل مان، الناطق باسم اشتون: «القضية الجوهرية تتمثل في قلق المجتمع الدولي من مؤشرات قوية جداً تفيد بأن إيران تطوّر تكنولوجيا يمكن استخدامها لأغراض عسكرية». وشدد على أن «بناء الثقة يجب أن يأتي من إيران، لأنها مَنْ يطوّر برنامجاً نووياً». في غضون ذلك، أعلن القائد في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال سيف الله بختياروند أن بلاده اعتقلت عام 2002، «ثلاثة أميركيين وكويتيَّين»، مشيراً إلى أنها «لم تعلن ذلك آنذاك لأسباب معينة». وأشار إلى أن المعتقلين كانوا في مجموعتين (8 و5 أفراد)، و «تسللوا إلى المياه والأراضي الإيرانية»، وكانوا مسلحين. ولم يورد بختياروند مزيداً من التفاصيل عن المعتقلين أو مصيرهم.