صب آلاف الشبان المتظاهرين جام غضبهم على الرئيس محمد مرسي والنائب العام المستشار طلعت عبدالله في مسيرات نُظّمت في القاهرة وعواصم المحافظات، في مؤشر إلى تمسّك المعارضة بتصعيد حملتها ضد الحكم الجديد الذي تهيمن عليه جماعة «الإخوان المسلمين». وجاءت المسيرات التي طالبت الرئيس مرسي ب «الرحيل»، في وقت عاشت القليوبية في شمال القاهرة ليلة دامية من المواجهات الطائفية بين أقباط ومسلمين أوقعت ما لا يقل عن خمسة قتلى، منهم أربعة أقباط. وأطل العنف الطائفي مجدداً على مصر، إذ تسببت اشتباكات وقعت بين مسلمين وأقباط شمال القاهرة في سقوط خمسة قتلى، ومثلهم جرحى إضافة إلى إحراق منازل. وعمقت الأحداث، التي استمرت طوال ليل أول من أمس، الإنفلات الأمني، اذ استخدم الطرفان الأسلحة النارية، إضافة إلى الزجاجات الحارقة، الأمر الذي رسخ مخاوف من اقتتال أهلي يلوح في الأفق، كما برزت تساؤلات عن دور الأمن الذي غاب عن المشهد. على صعيد آخر، شارك في تظاهرات الاحتجاج أمس مؤيدون لحركة «6 أبريل» بجبهتيها (جناح أحمد ماهر والجبهة الديموقراطية) في الذكرى الخامسة لتأسيسها. وبعد تجمعات أمام دار القضاء العالي وقصر الاتحادية الرئاسي ومقر البورصة المصرية في وسط القاهرة، تجمعت حشود من أعضاء جبهة أحمد ماهر، مؤسس الحركة، في ميدان التحرير ليلاً، في ظل مخاوف من إمكان وقوع احتكاكات مع مؤيدي جماعة «الإخوان». وتظاهر أعضاء في جناح «الجبهة الديموقراطية» أمام قصر الرئاسة وكتبوا على جدرانه «مرسي فاشل» و «ارحل»، وسخروا من «الإخوان المسلمين» بأن وضعوا هيكل خروف أمام بوابة القصر الرئيسية، في إشارة إلى سخرية المعارضة من «الإخوان» بأنهم يتبعون قيادتهم من دون تدبر. وقال شريف الروبي الناطق باسم «حركة 6 ابريل» (جناح الجبهة الديموقراطية) ل «رويترز»: «بدأنا الفعاليات بحصار البورصة (في وسط القاهرة) لمدة نصف ساعة». وأضاف أن أعضاء في الحركة انتقلوا بعد حصار البورصة في حافلات إلى قصر الاتحادية الرئاسي في شرق القاهرة وتظاهروا أمامه لمدة زادت على الساعة. وتابع: «ذبحنا خروفاً ونثرنا دمه على باب القصر إحتجاجاً على وجود مرسي فيه. علقنا رأس الخروف على الباب». أما حركة «6 أبريل» جبهة أحمد ماهر التي نالت فعاليتها تضامناً من أحزاب «مصر القوية» و «المصريين الأحرار» و «الدستور» و «الكرامة» وأيضاً «التيار الشعبي»، فنظمت مسيرات من أحياء شبرا وإمبابة والسيدة زينب ومسجد مصطفى محمود في حي المهندسين الراقي إلى ميدان التحرير. ومن بين مطالب الحركة إقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة تكنوقراط من كل الأطياف لإنقاذ الاقتصاد الوطني، وعزل المستشار طلعت عبدالله وتعيين نائب عام جديد بواسطة المجلس الأعلى للقضاء. وخلال مسيرات أمس رُفعت لافتات كبيرة تحمل صوراً لبعض شهداء الثورة ومن سقطوا في المواجهات الأخيرة بين الشرطة والمتظاهرين منذ تولي الرئيس محمد مرسي السلطة، ورفع متظاهرون صوراً للإعلامي باسم يوسف الذي يخضع لتحقيقات في النيابة العامة بتهم ازدراء الأديان وإهانة الرئيس. ورفض القضاء المصري أمس الدعوى المرفوعة ضد باسم يوسف وسمح له بمواصلة بث برنامجه الساخر (البرنامج).