فارقت الطفلة الهنوف، الحياة، أمس، وذلك بعد مرور 6 أيام، على نشر «الحياة» معاناتها مع مستشفى الجبيل العام، الذي دخلته مصابة ب «ارتفاع في درجة الحرارة»، لينتهي بها المطاف «متوفاة إكلينيكياً». لتُنقل لاحقاً إلى مستشفى أهلي في الخبر، وهي في «حال يُرثى له». وباءت محاولات الأطباء بإنقاذها بالفشل، إذ أن وضعها الصحي «المتدهور» كان «أصعب وأعقد من أن يتم علاجه»، علي رغم وجود «كفاءات طبية متقدمة»، في المستشفى الذي نقلت إليه. وقال والد الطفلة محمد الذيابي، ل «الحياة»: «إن الهنوف توفيت فجر اليوم (أمس)، وشعرنا بقرب أجلها، نظراً لانخفاض دقات القلب منذ وقت مبكر. فيما بدأت عضلة القلب تتعب، وتعمل بشكل مضطرب، فيما كانت تعيش على أجهزة التنفس الاصطناعي، منذ مرضها». وأردف بصوت تغلب عليه الحسرة والألم «حسبي الله ونعم الوكيل، هذه نهاية الإهمال الذي يسود مستشفياتنا، من دون حسيب أو رقيب»، معتبراً طفلته «إحدى ضحايا الإهمال»، وتساءل: «من ستكون الضحية التالية ؟». وكشف الذيابي، أن «مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، طلبت من المستشفى الذي كانت تُعالج فيه ابنتي، تزويدها بتقرير كامل عن حالها الصحية»، مشيراً إلى أن «الأطباء المعالجين، تراجعوا قبل وفاتها بأيام عن الضغط عليّ، لنزع الأجهزة منها، وأكدوا لي أن هذا القرار عائد لي». وألمح إلى أن هناك «إجراءات قانونية» سيقوم باتخاذها خلال الفترة المقبلة، رافضاً الإفصاح ما إذا كان سيتقدم بشكوى رسمية ضد مستشفى الجبيل العام أم لا. إلا أنه أكد على أن «حق ابنتي لن يضيع، وسأعمل على إيصال صوتي إلى أعلى المسؤولين، لوقف مسلسل الإهمال في مستشفيات وزارة الصحة التي تعاني من الفوضى» بحسب قوله. إلى ذلك، شهد جامع النور في محافظة الخبر ظهر أمس، توافد عدد كبير من المصلين، لأداء الصلاة على الهنوف، قبل تشييعها. ورصدت «الحياة»، التي كانت موجودةً حالاً من «الاستياء والتذمر» بين المشيعين، من الوضع الذي وصلت إليه الطفلة، وكذلك حال «الحزن» السائدة وبخاصة بين أفراد وأسرتها، وتساءل أحدهم: لماذا لم تقم وزارة الصحة بالتواصل مع والدها، ومعرفة حقيقة الأمر، وكيف تدهورت حالها الصحية بهذا الشكل المفاجئ؟». كما سأل عن دور هيئة حقوق الإنسان، «ولماذا لم تتدخل في الموضوع، أليس لها دور مهم يجب أن تقوم به، وبخاصة في مثل هذه الحالات». يُذكر أن «الحياة»، نشرت في تقرير موسع الأسبوع الماضي، حكاية الهنوف، نقلاً عن والدها، الذي ذكر أن الطفلة عانت من ارتفاع في درجة الحرارة، لمدة 3 أيام. وكانت والدتها تعطيها خافضاً للحرارة. كما عملت لها كمادات باردة. وكانت الحرارة تنخفض تدريجياً، لتعود إلى الارتفاع مرة أخرى. ما استدعى نقلها إلى مستشفى الجبيل العام»، متهماً المستشفى ب «إهمال» وضع الطفلة، وعدم فحصها وتقديم العلاج بصورة عاجلة لها، حتى تدهورت صحتها. وأشار الذيابي، إلى أن ابنته «دخلت في غيبوبة موقتة. وكانت تعاني صعوبة في التنفس، وبعدها دخلت في غيبوبة كاملة»، موضحاً أن «الأطباء المعالجين شخصوا الحالة بإصابتها بفيروس، بدأ بالأطراف السفلية من الجسم، وتوقف عند الرئة، ما أدى إلى تعطل بعض أجهزة الجسم». ونصح الأطباء الأب، بنقل الطفلة إلى مستشفى «متخصص»، نظراً «لحاجتها الماسة إلى غرفة عناية فائقة للأطفال، واستشاريين مختصين في المخ والأعصاب. وهو غير متوافر في مستشفى الجبيل العام. وساهم تدخل «الحياة»، ونقل معاناتها إلى «صحة الشرقية»، في تسهيل عملية نقلها مستشفى خاص في الخبر. وكشف الذيابي، أنه «بعد وصول الطفلة إلى المستشفى، قام بالأطباء بإدخالها إلى غرفة العناية الفائقة، نظراً لخطورة حالها الصحية، ولكون ضغطها منخفضاً بشكل كبير، واكتشف الأطباء أن جميع أعضاء وأجزاء الجسم متوقفة عن العمل، نظراً لتوقف المخ، بسبب عدم وصول الأوكسجين له»، مشيراً إلى أنها «خضعت لقسطرة، إضافة إلى عملية إنعاش للأجهزة، وكذلك سحب السوائل الزائدة من الرئة». وصنف الأطباء، وضعها بأنها «متوفاة إكلينيكياً».