أعلن مغني الروك البريطاني مارك نوفلر، إلغاء حفلتين كان من المقرر أن يحييهما في روسيا احتجاجاً على المضايقات غير المسبوقة التي تمارسها السلطات الروسية في حق أكثر من مئة منظمة غير حكومية، كما ورد في بيان نشره الفنان على موقعه الإلكتروني. وكتب نوفلر: «نظراً إلى قمع السلطات الروسية لمنظمات عدة بينها العفو الدولية و «هيومن رايتس ووتش»، قررت بأسف إلغاء حفلتيّ اللتين كان من المقرر إحياؤهما في موسكو وسانت بطرسبرغ في حزيران (يونيو) المقبل». وأضاف القائد السابق لفرقة «داير ستريتس»: «لطالما أحببت إحياء حفلات في روسيا ولدي عاطفة خاصة تجاه هذا البلد وشعبه. آمل أن يتغير المناخ الراهن قريباً». وأبلغ منظمو حفلتي نوفلر المقررتين في السابع والثامن من حزيران (يونيو) جميع الذين اشتروا بطاقاتهم بأنهم سيستعيدون الأموال التي دفعوها. ورداً على هذه الخطوة، قال ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون التعاون الثقافي الدولي ميخائيل شفيدكوي إن الفنانين لهم مطلق الحرية في قراراتهم. وأضاف شفيدكوي وهو وزير سابق للثقافة: «نعيش في بلدان حرة. كل شخص يفعل ما يحلو له. لا أرى أي تراجيديا أو مأساة». من جانبه، وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف قرار المغني البريطاني بأنه ينم عن «خبث»، وذلك في تغريدة على موقع «تويتر». وكانت السلطات الروسية بدأت مطلع آذار (مارس) حملة للتحقق من عمل منظمات غير حكومية، تنفيذاً لقانون دخل حيز التنفيذ نهاية عام 2012 ويرغم المنظمات غير الحكومية المموّلة من جهات خارجية ولديها نشاط سياسي، على تدوين أسمائها ضمن سجل «عملاء الخارج» والتقدم بهذه الصفة للقيام بأي نشاط سياسي. ويواجه مسؤولو المنظمات غير الحكومية الذين يخالفون هذا القانون عقوبة قد تصل إلى السجن سنتين. وأثارت هذه الحملة انتقادات واسعة في الغرب. واعتبر الناقد الموسيقي الروسي أرتيمي تروتسكي أن مارك نوفلر أظهر حساً من «التضامن الدولي». وخلال حفلة في موسكو الصيف الماضي، دافعت المغنية الأميركية مادونا عن ناشطات فرقة «بوسي رايوت» اللواتي حكم عليهن بالسجن سنتين، وذلك من خلال كتابة اسم الفرقة على ظهرها. وفي عام 2010، دعا المغني بونو قائد فرقة «يو تو» الإيرلندية خلال الحفلة الأولى له في موسكو، رئيس فرقة «دي دي تي» الروسية الشهيرة يوري تشيفتشوك المعروف بمواقفه المناهضة لنظام فلاديمير بوتين، لاعتلاء المسرح ومشاركته الغناء. وأدى المغنيان أغنية «نوكينغ أون هيفنز دور» (القرع على باب الجنة) للمغني الأميركي بوب ديلان.