يشارك في مهرجان «ساندانس» الاميركي للسينما المستقلة فيلم «بوسي رايوت-ايه بانك براير» عن فرقة بوسي رايوت الروسية التي تقبع اثنتان من اعضائها في السجن بعدما ادت الفرقة اغنية معارضة للرئيس الروسي فلاديمير بتوين في كاتدرائية، ويتتبع الفيلم تأسيس الفرقة وطموحاتها والازمة التي عصفت بها. ويحمل الفيلم اسم «بوسي رايوت- ايه بانك براير» وهو من اخراج مايك ليرنر وماكسيم بوزدوروفكين، وهو من الافلام المتنافسة على جوائز المهرجان الاميركي للسينما المستقلة الذي يستمر حتى يوم الاحد ويقام في بارك سيتي في ولاية يوتا غرب الولاياتالمتحدة. وقد ذاع صيت فرقة بوسي رايوت عالميا بعد أقل من عام على تأسيسها، وذلك بعد تأدية اغنية معارضة لفلاديمير بوتين في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو. ولم تستمر الفرقة آنذاك في تأدية الاغنية اكثر من اربعين ثانية، اذ اقتحم عناصر الامن المكان واوقفوا المغنيات، ثم احلن على القضاء وحكم على ماريا اليخينا وناديجا تولونوكينوفا بالسجن، الامر الذي اثار تنديدا واسعا في الغرب وبين فئات من الروس. واثارت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل قضية بوسي رايوت مع فلاديمير بوتين، وابدى عدد من الفنانين مثل مادونا وبول ماكارتني وفرقة ريد هوت تشيلي بيبير الدعم والتأييد للفرقة الروسية. ويقول ماكسيم بوزدوروفكين لوكالة فرانس برس "انا مهتم جدا بهذه القضية حيث يختلط التشدد الديني والسياسة مع الفنون". واستخدم معدو الفيلم مشاهد خاصة للمحاكمة القضائية، اضافة الى مشاهد من أرشيف الفرقة نفسها التي درجت العادة ان يصور اعضاؤها تمارينهم وعروضهم. ويروي الفيلم ولادة هذه الفرقة النسائية في اذار/مارس من العام 2012، في ظل انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا لولاية ثالثة. وبرأي ماكسيم بوزدوروفكين، فان "مشكلة فرقة بوسي رايوت ليست مع بوتين بحد ذاته. وانما هو يمثل لهن نظاما من النمط القديم". ويقول "ان هدفهن هو اكبر بكثير...انهن يردن ثورة نسائية في المجتمع...الناس يظنون ان بوسي رايوت هي فرقة، ولكن في الحقيقة هي تجمع نسائي غير معلن، لا قيادة له ولا هيكلية". ويضيف "تقوم فكرتهن أساسا على الحث على التفكير والتوصل الى اجابات، فغداة كل عرض يحملن الفيديو على يوتيوب ويطلقون نقاشا". ويتتبع الفيلم النشاطات الجماعية الاولى، مثل التجمع في صالون تجميل احتجاجا على الصورة النمطية للمرأة، ثم التجمع في الساحة الحمراء لعناوين سياسية، قبل حفلة الكاتدرائية الشهيرة التي اسفرت عن محاكمة الفتيات. ويقول السينمائي ان الضجة التي اثيرت في روسيا حول بوسي رايوت كانت كبيرة جدا، "كل الناس كانوا يتحدثون عن الامر، لكن معظم الروس يعارضون ما قامت به الفتيات، ويعتبرون ربما انهن مستحقات لما تعرضن لهن". وهو يعتبر ان فتيات بوسي رايوت هن فنانات ويجب التعامل معهن على هذا الاساس. وبرأي بوزدوروفكين، فان القضية تتقاطع فيها الاسباب السياسية مع الاسباب الدينية والاجتماعية. فروسيا لم تعش بعد فترة بانك-روك، ولا الفنون الاستعراضية، اضافة الى ان ما تعرضت له الفرقة "هو قمع سياسي يماثل ما يتعرض له الثائرون في كل العالم". ويخلص الى القول "لقد اصطفت الحكومة الروسية في هذه القضية الى جانب المتشددين دينيا".