افتتحت السنة الجارية على إحباط ضخم في تطوّر تكنولوجيا الطائرات المدنيّة، تمثّل في الانتكاسة التي واجهتها طائرة «بوينغ دريم لاينر». واتضح أن سبب هذه الانتكاسة هو فشل أساسيّ في تكنولوجيا البطاريات التي تعتمدها تلك الطائرة مصدراً أساسيّاً للطاقة فيها. ولا تقف الطائرات وحدها على هذه الحافة الخطيرة التي تهدد مخططات كثيرة في تكنولوجيا النقل، بل تشاركها أيضاً مشاريع تطوير السيّارة أيضاً. وتكتسب هذه المسألة أهمية مضاعفة بسبب البعد البيئي في هذا التحدي، إذ تعتبر المركبات مصدراً أساسياً لتلوث الغلاف الجوي، وما يرافقه من ظواهر أبرزها الاحتباس الحراري ومضاعفاته الكوارثية المتنوّعة. التوق الى الكهرباء على رغم هذه الاحباطات، تتزايد أنواع السيارات الهجينة «هايبرد» Hybrid، بل باتت ملء الأعين في دول كثيرة، مع الاستدراك بالقول إن مصانع أساسيّة في صناعة هذه السيّارات أعلنت تراجعها عن مشاريعها في السيّارات الهجينة منذ بداية العام 2013. وفي المقابل، وقبل فترة ليست ببعيدة، أعلن فريق علمي في مدينة «غرينوبل» الفرنسية توصّله الى تجديد فكرة البطّاريّة كلياً. والمعروف ان البطّاريّة تشكّل التحدي الرئيسي في صناعة السيارات الهجينة راهناً، كما تمثّل أساس الطاقة في أجهزة إلكترونية مثل الكومبيوتر والخليوي وأجهزة قراء الكتب الرقمية وأجهزة اللوح الذكيّة وغيرها. ولخّص ديدييه مارساك، مدير «معهد غرينوبل للتقنية» الفكرة بقوله: «نجحنا في استحداث بطّاريّة صغيرة جداً تعمل على الهيدروجين وتتميّز بأنها تمتلك طاقة كثافتها 800 واط/ساعة في الكيلوغرام، فيما تصل الكثافة عينها في الأنواع القويّة من بطاريات الليثيوم التقليدية (على شاكلة تلك التي استُعمِلَت في طائرات «بوينغ دريم لاينر)، إلى 200 واط/ساعة للكيلوغرام. وعملياً، يعني هذا الأمر أن استقلالية البطّاريّة تضاعفت خمس مرات، فصارت تدوم شهراً بأكمله. وأكّد مارساك أن هذا الأمر يتيح لمستخدمي الخليوي إعادة شحن هواتفهم في بضع لحظات أيضاً. وعلى رغم أن سعر هذه البطّاريّة ليس رخيصاً راهناً، أظهر هواة الهواتف النقّالة استعدادهم لدفع هذا الثمن لقاء المزايا الكثيرة التي تقدّمها هذه البطّاريّة. وفي سياق متصل، تعمل «مفوضية الطاقة الذرية» في فرنسا حالياً بالتعاون مع شركة متخصصة في صنع عبوّات بإمكانها إعادة شحن هذه البطّاريّة مرّة وحيدة. وبقيّت المعلومات عن هذه العبوّات طيّ الكتمان. وبات وصول خليوي مزود ببطاريات من هذا الطراز، متوقعاً في مستقبل قريب. كذلك يتوقّع إنتاج هواتف «هجينة» تحتوي أكثر من نوع من البطاريات. وبعد تلك المرحلة، ربما جاء وقت تحل بطّاريّة الوقود الُمصغّرة هذه، محل البطاريات التقليدية التي تصبح جزءاً من ماضٍ بعيد، على غرار ما حدث الهاتف التقليدي وقناديل الغاز وقاطرة البخار وغيرها.