رأى بيت الاستثمار العالمي «جلوبل» أن أسعار النفط تعافت بقوة، بحيث عزّزت أرباح الشركات الجيدة وأرقام البطالة المنخفضة أكثر من المتوقع في الولاياتالمتحدة، الآمال حول التعافي الاقتصادي. وذكر في تقريره الدوري (20 تموز / يوليو– 18 آب / اغسطس 2009)، أن اقتصاديين بارزين وصناعيين قرروا أن الأسوأ في الكساد قد يكون انتهى، ويعزز التوجهات الإيجابية بشدة. وارتفع برميل النفط من الخام الأميركي 8.9 في المئة خلال فترة المعنية في التسويق، ليستقر عند مستوى 69.19 دولار. وشهدت أسواق الأسهم سباقاً آخر نتيجة تحقيق الأرباح الجيدة، وبصفة خاصة أرباح المصارف الدولية الكبيرة. وشهد الدولار ضعفاً في مقابل العملات الرئيسة ما أمّن مزيداً من الدعم لأسعار النفط. وأدى ضعف الدولار إلى جعله أرخص بالنسبة إلى الاستثمارات الأجنبية بالعملة الأميركية في السلع، ما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار. وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط كانت متقلبة للغاية في الشهور القليلة الماضية رداً على الإشارات الاقتصادية المتناقضة. وعلى رغم وجود إشارات مشجعة، إلا أن هناك تحديات مهمة تواجه الاقتصاد العالمي ويُرجح أن تكون عملية التعافي بطيئة. وظلت تتراوح في حدود 63.98-71.94 دولار للبرميل خلال الفترة المعنية بالتقرير، وتلقت دعماً ناتجاً عن ضعف الدولار في مقابل العملات الرئيسة الأخرى والتسابق في أسواق الأسهم. ويعكس الارتفاع في أسواق الأسهم على مستوى العالم التفاؤل حول التعافي الاقتصادي، ويدعم لأسعار النفط. كما دعمت البيانات الاقتصادية الإيجابية الواردة من المنطقة الأوروبية الآمال حول التعافي الاقتصادي. فشهدت ألمانيا – أكبر اقتصاد في أوروبا – ارتفاعاً شهرياً بنسبة 7.0 في المئة في الصادرات في حزيران (يونيو) عقب الارتفاع في الطلبات الصناعية بنسبة 4.5 في المئة. وتلخصت التوجهات من خلال مؤشر الثقة الاقتصادي للمنطقة الأوروبية الذي ارتفع 3.1 نقطة بالغاً 73.3 في حزيران. وخلال الأسبوع الأول من الفترة المعنية في التقرير، ارتفعت أسعار الخام الأميركي 4.4 في المئة وبلغ سعر البرميل 66.55 دولار. وحصلت أسعار النفط على دعم من خلال الاندفاع في أسواق الأسهم الذي حفزته أرباح الشركات القوية وبيانات الإسكان الأميركي وأظهرت أن مبيعات المساكن ازدادت للشهر الثالث على التوالي للمرة الأولى منذ 2004. وحافظت أسعار النفط على اتجاهها الصعودي في الأسبوع الثاني، فارتفعت 4.4 فى المئة بالغة 69.45 دولار نتيجة تحسن الناتج المحلى الأميركي والبيانات الاقتصادية الإيجابية الواردة من الاتحاد الأوروبي، كما أشار البنك المركزي الصيني إلى عزمه على المحافظة على السياسة النقدية المتساهلة ما دعم التوجهات في أحد أكبر الاقتصادات الناشئة في العالم. وتخطت أسعار النفط 70 دولاراً للبرميل في الأسبوع الثالث، إذ أظهرت بيانات البطالة الأميركية تباطؤاً في معدلاتها. وتراجعت أسعار النفط 4.8 في المئة في الأسبوع الأخير من الفترة المعنية في التقرير، لتبلغ 67.51 دولار، نتيجة إحصاءات وكالة «رويترز» وجامعة متشغن التي أظهرت تراجعاً في ثقة المستهلك في الولاياتالمتحدة. ثم عادت وتعافت بصورة طفيفة بالغة 69.19 دولار نهاية الفترة المعنية في التقرير. وسار سعرا كل من سلة «أوبك» وسعر تصدير الخام الكويتي على الوتيرة ذاتها مرتفعين 9.9 فى المئة و8.7 في المئة خلال الفترة المعنية في التقرير ليستقرا عند 69.47 دولار و71.30 دولار للبرميل على التوالي. ويتوقع للطلب العالمي على النفط أن يتراوح عند مستوى 83.91 مليون برميل يومياً في 2009، بانخفاض 1.65 مليون برميل يومياً على أساس سنوي. ووفقاً لمنظمة «أوبك»، يتوقع للطلب العالمي على النفط أن يتعافى بمقدار 0.5 مليون برميل يومياً في 2010.