كشف مصدر جزائري، أن وفدا سوريةً رفيع المستوى يزور الجزائر حالياً بصورة غير معلنة، لبحث وساطة محتملة قد تقودها الجزائر بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة. ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية اليوم الخميس، عن المصدر قوله إن مسؤولين جزائريين استقبلوا أمس وبعيدا عن الأضواء، مسؤولا كبيرا في حزب البعث السوري ووفداً أمنياً مرافقاً له عبر رحلة خاصة لطائرة روسية قادمة من مطار باريس، انطلاقاً من العاصمة الروسية، موسكو، قبل أن تحط بالمطار الدولي هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية. وضم الوفد السوري 5 من القياديين في النظام السوري، كما شمل كلاً من مدير الأمن الداخلي برتبة فريق، ونائب محافظة حلب التي تشهد أشد المعارك بين القوات النظامية وقوات المعارضة. وكان في استقبال الوفد، الأمين العام للداخلية الجزائرية، عبد القادر واعلي، وممثل عن وزارة الخارجية وعدد من الضباط الجزائريين. وقال المصدر إن الحديث يجري الآن حول اعتزام السلطات الجزائرية لأن تكون وسيطاً بين نظام الأسد والمعارضة لوقف الحرب. وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أعلن قبل يومين ان بلاده تقف على مسافة واحدة من أطراف الصراع في سورية قائلاً "ليس لدينا مشكلة لا مع المعارضة السورية ولا مع الحكومة السورية بل لدينا إرادة أخوية لجمع الشمل". وشدد الوزير على أن "الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية هو الحوار" رافضا التدخل في الشؤون الداخلية لسورية. وأكد مدلسي استعداد الجزائر التعامل مع أي نظام حكم جديد يأتي في حال سقوط نظام الأسد، قائلا "قاعدتنا التعامل مع الدول وعندما يكون لدى الشعوب رغبة في تغيير نظامها فنحن نتكلم مع النظام الجديد إذا كان هناك نظام جديد". ودعا مدلسي السوريين إلى أن "يأخذوا على عاتقهم بصفة كلية أمورهم الداخلية حتى لا تعرف سورية ما عرفته دول أخرى قد يؤدي ذلك إلى مشاكل أخطر". وقلل وزير الخارجية الجزائري من حظوظ نجاح مهمة المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وقال "لا نعتقد أنها ستحظى بفرص للنجاح مع أننا نتمنى لها كل النجاح، لكننا وهو (الابراهيمي) في المقام الأول ندرك تماما مدى تعقيد المهمة".