سعود بن نايف يرعى توقيع مذكرة تفاهم بين إمارة الشرقية ومعهد الإدارة    محطة مشرقة في التاريخ    جناح أمانة القصيم يحظى بزيارات المشاركين بمعرض مؤتمر العمل البلدي    الرحلات الملكية.. الدبلوماسية ترسم مسار السلام والتعاون والازدهار    5 قارات تعرض أساطير في قادم الزمان    مفتي عام المملكة يستقبل نائب رئيس جمعية التوعية بأضرار المخدرات بمنطقة جازان    نيجيريا تسجل 359 حالة وفاة بالكوليرا    رئيس مجلس الشورى يستقبل رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين    «حرس الحدود» بعسير يحبط تهريب 140 كيلوغراما من نبات القات    تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وبيروت    برنامج جدة التاريخية ينقذ 233 مبنى تراثيا    أمريكا تعلن حالة الطوارئ في فلوريدا بسبب «ميلتون»    23 ألف قرار إداري بحق مخالفين    الحكومة الرقمية تكرم صندوق تنمية الموارد البشرية    القصبي: 8.5% تنامي قطاع الأعمال في الباحة    طائرات بدون طيار لحماية البيئة في جناح وزارة الداخلية بمعرض الصقور والصيد    أهم 10 أمنيات للمعلم في يومه العالمي    تمزق يبعد الغنام    أكاديمية الإعلام السعودي تستعرض خدماتها لزوار مؤتمر LEARN    الديوان الملكي: وفاة الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    «الربيعة» يحضر لقاء خريجي جامعة كارنيجي ميلون في السعودية    استشهاد 11 فلسطينيًّا في إطلاق نار وقصف للاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية    وزير الثقافة يلتقي السفير فوق العادة والمفوض الجديد للصين لدى المملكة    الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024 "من الالتزام إلى التأثير"    فرع الإفتاء يفعل مبادرة "الشريعة والحياة" في جامعة جازان    المربع الجديد يشارك في المعرض الدولي للعقارات والاستثمارات «Real Expo» بألمانيا    إطلاق مبادرة "تكريم وتعليم" بين صندوق الشهداء والبنك العربي الوطني    أمير القصيم يسلم مفاتيح سيارات للأيتام المستفيدين من برنامج سند    اعتماد تحديثات جديدة على ضوابط تخصيص عقارات الدولة واستردادها    نائب أمير مكة المكرمة يلتقي رئيس مجلس إدارة شركة الزمازمة    برعاية أمير الشرقية .. "مشاعل الخير" تطلق ملتقى خدمات كبار السن    2.5 مليون وصفة علاجية في "سعود الطبية" خلال 9 أشهر    الهلال الأحمر بالقصيم يختتم مشاركته في ملتقى الجالية المصرية الرابع    نائب أمير تبوك يشيد بدور جمعية روافد بالمنطقة    تراجع الأسهم الأوروبية مع انخفاض أسهم شركات العقارات والمرافق    أمطار رعدية على المناطق الجنوبية تمتد حتى مرتفعات مكة    هيئة الموسيقى تعلن عن النسخة الرابعة من مهرجان الغناء بالفصحى في الرياض    الألعاب السعودية الثالثة : الشريدة يحصد ذهبية رماية الأطباق    «شهية» متروفيتش أمام الأهلي    بيعة سلمان وهموم الأمة    إعفاء متبادل لتأشيرة الإقامة القصيرة بين السعودية وجزر سليمان    أزمة قلبية تنقل نشوى إلى المستشفى    5 علامات تشير إلى الإصابة بالتوحد    دبَّابات التوصيل    قطط وكلاب ترث ملايين الدولارات    بيّن للمجنون قرصه يعقل    لأكتوبر الوردي جنوده    وزير الإعلام: معرض الكتاب يعزز المفهوم الحقيقي للثقافة    بعد 6 جولات من دوري روشن.. الهلال ينفرد بالقمة والعلامة الكاملة.. والاتحاد والنصر يطاردانه    التفكير السطحي وأداء سالم مع المنتخب    حريق أقدم مجمع تجارى    ماني.. ضمن أفضل اللاعبين أداء في آسيا    عودة للحديث عن «حلم» جسر أبحر الشمالية والبرج    معرض الصقور والصيد    تطوير أول لقاح في العالم ضد سرطان المبيض    «الفلورايد «في مياه الشرب السُمّ القادم 2-2    الاختراق    ما هي الرجولة؟ وكيف نعرف المرجلة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة المصرية «تئن» تحت وطأة الثورة؟
نشر في الحياة يوم 04 - 04 - 2013

ماذا حدث للمرأة المصرية بعد سنتين من الثورة؟ سؤال لا يبحث عن إجابات خاصة بالحريات التي يفتقر إليها جميع المصريين، ولا يدور في فلك القوانين التي ضُرب بها عرض الحائط، ولا يتعلق بالموقف السياسي الشديد الالتباس بين تيارات سياسية متناحرة، لكنه يدور حول وضع المرأة بعد أكثر من سنتين على «ثورة 25 يناير» (كانون الثاني) 2011؟
سؤال توجهت به «الحياة» إلى عدد من النساء والفتيات من مستويات اجتماعية مختلفة فجاءت الإجابات مختلفة، لكنها تكاد تكون متطابقة في محصلتها النهائية!
تقول ماجدة (43 سنة)، موظفة في جهة حكومية، إنها أجرت جردة مادية لحياتها اليومية، ووجدت أنها باتت تمضي ثلاث ساعات في المواصلات بدلاً من ساعة واحدة قبل الثورة، وتدفع ضعف أجرة الميكروباص بعدما خرجت الرقابة والمتابعة من الخدمة، وارتفع ضغطها بسبب القلق على سلامة الأبناء ومصير الأسرة فتضخمت فاتورة العلاج وساءت صحة العباد.
أما مرفت (30 سنة)، عاملة نظافة، فتقول إنها ما زالت عاجزة عن فهم أسباب قيام الثورة وأسباب انتهائها وأسباب الإطاحة بالرئيس السابق والإتيان بالرئيس الحالي. لكن ما تعرفه هو أنها باتت تتعرض لمقدار أكبر من الضغوط النفسية والاجتماعية في المنطقة الشعبية التي تقطن فيها، والتي كان سكانها يشكون من قلة الأمن فيها قبل الثورة، لكنهم سلموا أمرهم إلى الله بعد الثورة بعدما تحولت المنطقة إلى ما يشبه الحكم الذاتي. تقول: «كنت أرتدي الخمار قبل الثورة وحالياً أرتدي النقاب، فهو أضمن في ضوء التحرش والتعرض للقيل والقال. كما أن جاراتي نصحونني بأن النقاب هذه الأيام قد يعجل من قدوم ابن الحلال (العريس) الذي مللت من انتظاره».
وفيما تنتظر مرفت عريساً وهي تتأهب بالمظهر المناسب، تنتظر إيمان، وهي صحافية، الفرج الذي لن يتحقق إلا بانكشاف أمر تجار الدين بأفعالهم! تقول: «لم أهتم يوماً بالسياسة، ولكن الثورة أجبرتنا على اعتناقها رغماً عنا. وقد اكتشفت أن خلط الدين بالسياسة يفسد الأول ويخرب الثانية، وأولى ضحايا هذه الخلطة التجارية هي المرأة التي يسهل استغلالها واستخدامها لتوصيل رسائل مظهرية، الغرض منها ترهيب الآخرين وبث اليأس في نفوسهم لتسهل السيطرة على المجتمع وإدخاله في غياهب مظلمة تفتقد الثقافة والحضارة».
لكن «الثقافة والحضارة آتيتان لا محالة»، وفق كوثر (25 سنة) التي ترى أن جماعة «الإخوان المسلمين» تعمل على بناء مصر على أسس إيجابية تضمن حقوق الجميع، خصوصاً النساء: «كل المطلوب حالياً هو أن يعطي المصريون الفرصة للرئيس والجماعة لبدء البناء، لكن الفلول والثورة لهم بالمرصاد».
المرصاد المصوب نحو الجماعة والرئيس تراه أخريات مصوباً بعد الثورة ضد النساء. منهن من تراه مصوباً ضدهن في لقمة العيش، ومنهن من تراه مصيباً حقوقهن المكتسبة بشق الأنفس في مقتل، ومنهن من لا ترى شيئاً بسبب ضبابية الصورة. نهى (20 سنة)، طالبة جامعية، تعبّر عن الالتباس الحاصل في ما يتعلق بالمرأة بعد الثورة بقولها: «عرفت خلال الأيام القليلة الماضية أن التيارات الإسلامية تعارض وثيقة مناهضة العنف ضد المرأة التي أصدرتها الأمم المتحدة، لكني لم أعرف السبب! ثم فوجئت بمبادرة خاصة بالمرأة المصرية يرعاها الرئيس (محمد) مرسي نفسه، ولا أعرف السبب أيضاً! لكن شعوراً ما ينتابني بأنه طريقة الإخوان للرد على الوثيقة، ويظل الجميع غير قادر على الفهم».
لكن زميلتها ربى (20 سنة)، طالبة جامعية، تفهم أن «الآثار العكسية التي نجمت عن الثورة أدت إلى اختلاط الفوضى العارمة بميل البعض لترهيب المرأة وإعادتها إلى البيت، وهو ما عبر عن نفسه من خلال التحرش السياسي الجنسي في ميدان التحرير، ووصف المتظاهرات غير الإسلاميات بالعهر والزندقة والدعوة العلنية للتحرش بهن».
ملخص حال المرأة المصرية، وفق جبهة الإنقاذ المعارضة، يشير إلى زيادة وتيرة الاعتداءات الجسدية العنيفة ضدها، والتي بلغت ذروتها في الذكرى الثانية للثورة في كانون الثاني (يناير) الماضي، وهو ما استمر وظهر بالصفعة الموجهة إلى وجه الناشطة مرفت موسى أمام مقر «الإخوان المسلمين». أما التهميش الموجه ضدها، فمتعمد ويلجأ إلى نشر الإشاعات المغرضة التي تتناول شخصيات وطنية، وإطلاق مبادرات موازية بعيدة من الآليات الوطنية. وترى الجبهة بوادر الدعوة إلى عدم الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية مع تنامي الخطابات التحريضية ضد النساء، وتغافل المساءلة وتغييب القانون.
أما الرئيس والجماعة والنظام، فيرون العكس تماماً، وهو ما يبدو واضحاً من مبادرة دعم حقوق المرأة المصرية وحرياتها، والتي انطلقت بمؤتمر من شأنه أن يدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، إذ تستمر فعالياته إلى شهر تموز (يوليو) المقبل، ما قد يجعله المؤتمر الأطول في التاريخ. أما قضايا المؤتمر، فهي تلك التي ظلت المؤسسات والهيئات والجمعيات التي تعنى بالمرأة تبحثها وتعمل عليها طوال عقود طويلة. لكن يبدو أن البعض يفضل إعادة اختراع العجلة! المبادرة تهدف، وفق المنشور الرسمي، إلى «التعرف إلى المشكلات التي تعاني منها المرأة المصرية، وتحديد الأولويات والوصول إلى جذور المشكلات ذات الأولوية، وتحسين الواقع الحالي لها في مختلف أنحاء الوطن في الريف والحضر، وعلى كل المحاور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. كما تهدف إلى اقتراح حزمة السياسات والإجراءات المطلوبة لتحسين أوضاع المرأة بكل المجالات، وأيضاً اقتراح التشريعات والقوانين والآليات التي تضمن تطبيق هذه السياسات».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.