وصل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أول من أمس إلى الرياض، في شكل مفاجئ، على متن طائرة خاصة مع عدد من أقاربه وحراسه الشخصيين، في أول خروج له من البلاد منذ تولي خلفه عبد ربه منصور هادي الرئاسة في شباط (فبراير) 2011. ودوّن صالح عبارة موجزة على صفحته الشخصية في موقع «فايسبوك» قال فيها: «في الرياض لإجراء فحوصات طبية»، في حين يعتقد أنه سيخضع لعملية جراحية في أحد مستشفيات العاصمة السعودية ويتوجه بعدها لتمضية قترة نقاهة في أحدى الدول الأوروبية، بحسب مقربين منه في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه. وتنحى صالح عن السلطة بعد 33 عاماً إثر انتفاضة شعبية عارمة، وأجبر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 على توقيع خطة لنقل السلطة سلمياً كانت اقترحتها دول مجلس التعاون الخليجي ووافق عليها الأطراف اليمنيون برعاية دولية وإشراف من الأممالمتحدة. وتزامن سفره مع زيارة الرئيس هادي في اليوم نفسه الى روسيا الاتحادية، في حين يرى خصومه أن مغادرته ليست للعلاج ولكن «بسبب ضغوط خارجية ترى في بقائه داخل البلاد تعكيراً لأجواء الحوار الوطني المنعقد في صنعاء». وكان صالح دعا سفراء الدول الراعية للعملية الانتقالية في بلاده إلى الكف عن التصريحات التي تنال من أي طرف سياسي يشارك في الحوار، وقال في بيان على صفحته في «فايسبوك» قبل سفره بساعات «ندعو كل سفراء الدول الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، إلى تجنب كل ما من شأنه توتير الرأي العام بتصريحات ضد أي مكون من مكونات مؤتمر الحوار، سواء كان المؤتمر الشعبي العام أو غيره». وأصيب في حزيران (يونيو) 2011، بجروح خطرة في تفجير استهدفه وقيادات دولته أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء، وخضع للعلاج في أحد المستشفيات السعودية نحو ثلاثة أشهر. وأصر الرئيس اليمني السابق على البقاء في البلاد خلال الأشهر الماضية رغم نصائح أطبائه له بالسفر لاستكمال العلاج. في سياق آخر، تواصلت أمس فعاليات مؤتمر الحوار الوطني، وبدأت الفرق التي شكلت في وضع خطط لنقاشاتها التي تستمر ستة أشهر، وسط خلافات بين المشاركين وتوترات سادت أجواء بعض الفرق، لا سيما الفريق الخاص بمناقشة قضية «العدالة الانتقالية». وقال عضو مؤتمر الحوار صالح البيضاني ل «الحياة» ان «الخلاف بين أعضاء فريق العدالة الانتقالية سببه عدم التوافق على الفترة الزمنية التي سيتناولها المتحاورون، ففي حين تريد بعض الأطراف حصرها في أحداث العام 2011، تريد أطراف أخرى البدء منذ العام 1962». وأشار البيضاني إلى أنه «لم يتم التوافق بعد على تشكيل رئاسة الفريق الذي سيتولى البحث في قضية صعدة، إلا أن هناك إجماعاً على أن ترأسه الأديبة نبيلة الزبير». ومن المتوقع أن يصدر الرئيس هادي قراراً بتشكيل «لجنة التوفيق» التي ستبت في القضايا الخلافية بين المتحاورين، وتتألف من رؤساء فرق الحوار التسعة وهيئة رئاسة المؤتمر، ويتولى هادي رئاستها بنفسه.